- صاحب المنشور: غانم القاسمي
ملخص النقاش:
في خضم جائحة كوفيد-19 التي هزت العالم منذ عام 2020، برزت أهمية الدور الذي يلعبُهُ القُوَّاد السياسيّونَ بشَكْلٍ بارِز. هذه الجائحة لم تكن مجرد تحدي صحِّي عالمي فحسب؛ بل كانت أيضًا اختبارًا حقيقيًا لقدرة هؤلاء الزعماء على اتخاذ قرارات هادئة وعقلانية تحت الضغط الشديد وتقديم الاستراتيجيات الفعالة للتعامل مع مثل هذه المواقف غير المسبوقة. إن فعالية الرد الحكومي على كوفيد-19 ليست فقط دليلاً مباشرًا لإدارة الأزمة الصحية نفسها ولكن أيضا مؤشرًا قويًا لأسلوب القيادة والقدرة على التخطيط الطويل المدى والاستجابة العاجلة.
عناصر رئيسية للأداء الرائد خلال الأزمات الكبرى:
- التواصل الواضح والحاسم: أحد أكثر المجالات البارزة التي يتم فيها الاختبار هو كيفية توصيل معلومات دقيقة ومفيدة للمواطنين. يتطلب الأمر القدرة على شرح القرارات المعقدة بطريقة بسيطة وجذابة حيث يمكن للفهم العام أن يؤثر على معدلات الامتثال للإجراءات الوقائية والتوجيهات الحكومية.
- الاستعداد والتأهب المبكر: يعتبر التحضير الجيد ضروريًا للاستجابة الفعالة لأي كارثة كبيرة. وهذا يشمل وجود خطط طوارئ محكمة وضعها قبل حدوث الأزمة بناءً على سيناريوهات مختلفة محتملة مما يعطي فرصة أكبر للتوقع والإستباق بدلا من رد فعل الانفعال بعد الحادث مباشرة .
- التعاون الدولي والشراكات: غالبًا ما تكون المشاكل العالمية تتطلب حلولاً مشتركة وبالتالي فإن العمل جنبا إلى جنب مع البلدان الأخرى والمؤسسات الدولية يعد أمر بالغ الأهمية خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمراض المعدية التي تعبر الحدود الوطنية بسرعة وثبات.
- الشفافية والثقة: إحدى أصعب جوانب أي أزمة هي إدارة المعلومات الخاطئة والشكوك المتعلقة بالقرارات السياسية. وفي هذا السياق تلعب شفافية الحكومة دوراً أساسياً لبناء الثقة بين الشعب واستمرارية التنفيذ الناجح للعلاج والتدابير الاحترازية المقترحة .
وفي حين شهدنا اختلاف كبير فيما يتعلق بكيفية تعامل مختلف الدول والقادة مع جائحة كورونا، إلا أنه يمكن استخلاص بعض الدروس المستفادة منها والتي قد تساهم في تحسين جاهزيتنا لمواجهة المخاطر المستقبلية المحتملة سواء على نطاق واسع أو مستويات محلية أقل. إنها دعوة مفتوحة لدراسة وتحليل التجارب المختلفة لتحديد أفضل الممارسات والأوجه الأكثر تأثيرًا لأنماط الإدارات والاستجابات لهذا النوع الخاص من الأحداث التاريخية غير المألوفة سابقا للحفاظ عليها واستخدامها لصالح صياغة سياسات مستقبلية تستند الى الواقع العملي والخبرات المكتسبة حديثا وليس فقط نظرياتها النظرية التقليدية الجامدة المعتمدة حتى اللحظات الأخيرة لهذه الظروف الصعبة حقاً!