- صاحب المنشور: عبد الرزاق بن عاشور
ملخص النقاش:تعتبر الزراعة العضوية نهجا زراعيا مستداما يهدف إلى إنتاج محاصيل غذائية باستخدام تقنيات طبيعية وممارسات بيئية مسؤولة. هذه الطريقة تركز على الحفاظ على التنوع الأحيائي وتقليل استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية التي يمكن أن تؤثر سلبا على الصحة العامة والبيئة. الهدف الأساسي منها هو تحقيق توازن بين الإنتاج الغذائي والصحة الأرضية والحياة الحيوانية والنظم البيئية المحلية.
الزراعة العضوية تتميز بعدة فوائد بيئية هامة:
- تقليل انبعاث الغازات الدفيئة: عادة ما تتطلب الزراعة التقليدية حرق الوقود الأحفوري لاستخدام الآلات الثقيلة والتطبيع المبيدات والأسمدة الصناعية. لكن، الزراعة العضوية تعتمد أكثر على العمل اليدوي واستخدام الطاقة الشمسية مما يساهم في خفض الانبعاثات.
- تحسين جودة التربة: تُستخدم المواد العضوية مثل الروث والدبال لتخصيب التربة بدلاً من الأسمدة الكيماوية. هذا يساعد في تحسين بنية التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه وبالتالي تعزيز قدرتها على دعم الحياة النباتية والكائنات الدقيقة.
- زيادة التنوع البيولوجي: تشجع الزراعة العضوية على إنشاء مناطق متنوعة للنباتات والحيوانات البرية والتي توفر موطنا طبيعيا للحشرات والفراشات وغيرها من الكائنات الصغيرة التي تلعب دورا حاسما في نظام البيئة.
بالإضافة لهذه الفوائد، فإن المنتجات العضوية غالبا ما تكون أكثر تغذية بناءً على البحوث الأخيرة. فهي تحتوي على نسبة أعلى من الفيتامينات والمعادن مقارنة مع تلك المتأتية من الزراعة غير العضوية. بالإضافة لذلك، تسعى الزراعة العضوية دائما نحو الحد من استخدام المياه وتحسين كفاءة استعمالها عبر طرق الري الذكية واستغلال الأمطار الطبيعية.
رغم فوائد الزراعة العضوية الواضحة، إلا أنها قد تواجه تحديات محتملة مثل الأسعار المرتفعة بسبب نقص الانتاج وكلفة الانتقال من أساليب الزراعة التقليدية إلى العضوية. ولكن مع زيادة الطلب العالمي على الطعام الصحي والاستثمار الحكومي في البحث العلمي والتكنولوجيا, يمكن للتغيير نحو الزراعة العضوية أن يحقق تقدماً أكبر وأسرع نحو ضمان مستقبل مستدام للأرض والبشر الذين يعيشون عليها.