- صاحب المنشور: الكوهن بن عمر
ملخص النقاش:
مع استمرار انتشار الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف القطاعات، يواجه العالم تساؤلات حول كيفية تأثير هذه التكنولوجيا المتقدمة على سوق العمل والمستقبل الوظيفي. هذا التحليل يستعرض التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي على وظائف البشر، مع التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية: الخسائر والفرص والتدابير اللازمة للتحول الناجح.
خسائر محتملة
من الواضح أن بعض الأعمال الروتينية التي تتطلب مهارات محددة ومتكررة يمكن أن تصبح معرضة للتأثر الكبير بالذكاء الاصطناعي. الأمثلة تشمل إدارة البيانات، العمليات المحاسبية البسيطة، والأعمال المكتبية الأولية. حيث يمكن للأتمتة باستخدام البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أداء هذه المهام بكفاءة أكبر وبسرعة أكبر مما قد يؤدي إلى فقدان فرص عمل لأفراد بشر. لكن يجب التنويه هنا أنه بينما قد يتم تحرير العمال من أعمالهم اليومية المرهقة، إلا أنها ستوفر لهم الوقت ليتمكنوا من التعلم واكتساب خبرات جديدة ذات قيمة أعلى.
الفرص الجديدة
على الجانب الآخر، يجلب الذكاء الاصطناعي معه مجموعة واسعة من الفرص الوظيفية غير التقليدية والتي لم تكن موجودة قبل ظهورها. فالمجالات المرتبطة بتطوير وصيانة الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل علوم البيانات، هندسة الذكاء الاصطناعي، وإدارة بيانات الضخامة (Big Data)، كلها تحتاج للمزيد من الكفاءات البشرية للتعامل مع التعقيدات الخاصة بها. بالإضافة لذلك، هناك حاجة متزايدة لكفاءات بشريّة جديدة أكثر تركيزًا على الابتكار والإبداع والإشراف الفني الذي يصعب تعويضه عبر الوسائل الآلية تمامًا حتى الآن.
التدابير الاستراتيجية لتحقيق الانتقال الناجح
للاستفادة القصوى وتقليل مخاطر فقدان الوظيفة بسبب الذكاء الاصطناعي، يتعين علينا اتخاذ خطوات عملية منذ الآن. يجب توجيه التعليم نحو منح الشباب المهارات العملية الحديثة، خاصة تلك المتعلقة بالبرمجة وتعلم الآلة وتحليل البيانات وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي الأساسية. كما ينبغي دعم إعادة تدريب القدامى الذين يعملون حاليًا ضمن الصناعات المعرضة للخطر لتوجيههم نحو مجالات أخرى مستقبلياً ولزيادة مرونتِهم أمام تغيّرات السوق المستمرة. أخيرا وليس آخراً، فإن السياسات الحكومية والحوافز المالية لدعم ريادة الأعمال والشركات الصغيرة أمر ضروري لإعادة الهيكلة الاقتصادية بطريقة تضمن خلق فرص عمل جيدة النوعية وملائمة للسوق الجديد المتحرك بسرعة كبيرة مدفوعاً بالتطور التكنولوجي كالتحول الشائع الآن تحت اسم "الثورة الرقمية". إن مواجهة الواقع المرير وخلق بيئة محفزة للإمكانات البشرية هي مفتاح بقائنا أمام الثورات العلمية الحالية والمعاصرة.*