- صاحب المنشور: فريد الدين بن عزوز
ملخص النقاش:مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد استخدامها بين فئات المجتمع المختلفة، خاصةً الشباب الذين يعتبرون أكثر الفئات استقبالاً لهذه التقنيات الجديدة، ظهر دور جديد للإعلام الجديد في تشكيل وعيه السياسي. هذا الدور يتجاوز مجرد نقل الأخبار إلى التأثير على الرأي العام وإحداث تحولات اجتماعية وسياسية.
يشكل الشباب العربي نسبة كبيرة من السكان وهو الأكثر نشاطاً وقدرة على التفاعل مع المحتوى عبر الإنترنت. هذه العوامل مجتمعة جعلت من الإعلام الجديد وسيلة فعالة لتشكيل آرائهم السياسية وتعزيز ثقتهم بالعمل السياسي والمشاركة فيه. يمكن للأخبار التي يتم مشاركتها عبر الشبكات الاجتماعية أن تساهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي حول القضايا المحلية والإقليمية والدولية المتعلقة بالأمور السياسية والاقتصادية وغيرها.
أثر وسائل التواصل الاجتماعي على السياسة
تلعب مواقع مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب دوراً محورياً في نشر الأفكار السياسية والترويج لها. فهي تسمح للمستخدمين بمشاركة وجهات نظر مختلفة وبناء نقاشات مثيرة للجدل حول مواضيع سياسية حساسة. كما أنها توفر مساحة للشباب للتعبير عن رأيهم ومطالبتهم بإجراء تغييرات سياسية أو اجتماعية.
"الإعلام الجديد هو الصوت الذي يستطيع الوصول إلى جيل كامل من المواطنين المستقبليين الذين يرغبون في معرفة المزيد عن العالم من حولهم." - دانيال كرين، خبير تكنولوجيا
بالإضافة لذلك، فإن القدرة على إنشاء محتوى فيديو قصير ومتنوع قد سمحت للشباب بعرض قضايا بعيدة وصعبة الفهم بطريقة مباشرة وسهلة المنال. الفيديوهات التعليمية القصيرة غالبًا ما تكون جذابة ويمكن الوصول إليها مما يساعد في زيادة عدد الأشخاص المهتمين بتلك القضية.
التحديات والصعوبات
بالرغم من الفوائد الجمة لهذا النوع من الإعلام، إلا أنه يوجد بعض المشاكل المرتبطة به والتي تحتاج حلول مستقبلية. أولى تلك التحديات هي انتشار المعلومات الخاطئة ("fake news") والذي قد يؤدي إلى تضليل الجمهور بشأن قضايا مهمة بشكل خاص عندما تتعلق بالقضايا السياسية الحساسة.
من جهة أخرى، هناك قضية خصوصية البيانات والحفاظ عليها بأمان عند استخدام العديد من الخدمات المجانية. بالإضافة إلى ذلك، تظل قدرة الحكومة والأجهزة الأمنية على التحكم بمعلومات الإنترنت تحديًا دائمًا لأصحاب الراي الحر المستقل بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.
استراتيجيات تحقيق الاستفادة المثلى
لتوجيه تأثير الإعلام الجديد نحو تعزيز الوعي السياسي الإيجابي:
- تشجيع التدقيق العلمي: تثقيف المستخدمين حول كيفية التعرف على المصادر الموثوق بها وكيفية تحديد الحقائق غير المؤكدة.
- زيادة الشفافية: مطالبة الحكومات والشركات بنشر بيانات واضحة ومنفتحة حتى تتيح الفرصة لمزيد من المناقشات البناءة والقراءة النقدية لما ينشر.
- دعم الصحافة المستقلة: تقديم دعم معنوي ومادي للجهات الإعلامية المستقلة لتعزيز صدقية الأخبار المنتشرة وعدم ترك مجال واسع أمام الأكاذيب وانتشارها بلا رادع.
- تعليم مهارات رقمية: تطوير القدرات الرقمية لدى الشباب وتعريفهم بكيفية التنقل الآمن والسليم داخل عالم الانترنت الواسع.
هذه الخطوات الأساسية ستضمن أفضل طريقة للاستفادة من قوة الإعلام الحديث لتحفيز الذهن السياسي الناشئ واحترام حقوق الإنسان للحصول على المعلومة الصحيحة المطابقة للحقيقة.