المصالحة الفلسطينية: طريق نحو الوحدة أم حلقة جديدة من الصراع؟

التعليقات · 4 مشاهدات

### المصالحة الفلسطينية: طريق نحو الوحدة أم حلقة جديدة من الصراع؟ مع استمرار حالة الانقسام الداخلي التي تعصف بالفلسطينيين منذ سنوات عديدة، تصاعدت الأ

  • صاحب المنشور: مرام الشاوي

    ملخص النقاش:
    ### المصالحة الفلسطينية: طريق نحو الوحدة أم حلقة جديدة من الصراع؟

مع استمرار حالة الانقسام الداخلي التي تعصف بالفلسطينيين منذ سنوات عديدة، تصاعدت الأصوات المطالبة بإعادة اللحمة الوطنية والتوصل إلى مصالحة حقيقية بين الفصائل المختلفة. هذه الخطوة تبدو ضرورية ليس فقط لتحسين الظروف المعيشية للسكان الفلسطينيين الذين يعانون تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولكن أيضاً لإظهار جبهة موحدة أمام العالم تعزز القضية الفلسطينية وتحقق أهدافها المشروعة في الحرية والاستقلال. لكن هل ستكون المصالحة مجرد خطوة مؤقتة أخرى أم أنها علامة على صفحة جديدة مليئة بالأمل والتضامن الحقيقي؟

إن تاريخ العلاقات الفلسطينية الداخلية يزخر بالتوترات والصراعات السياسية، خاصة تلك المتعلقة بالسلطة والموارد المالية العسكرية. فبعد نجاح الانتفاضة الثانية والثالث عامي 2006 و2017 على التوالي، دخلت حركة حماس بقوة كطرف رئيسي في السياسة الفلسطينية المحلية. أدى ذلك إلى توتر علاقات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل مما زاد الضغوط الاقتصادية والعسكرية عليها وعلى السكان المدنيين أيضًا. وفي المقابل، فرضت إسرائيل عقوبات اقتصادية قاسية واستمرت في سياساتها الاستيطانية الحربية ضد الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته الاجتماعية.

ومنذ ذلك الوقت، شهدنا عدة محاولات للمصالحة، وكل واحدة منها كانت تحظى بتوقعات كبيرة لكنها لم تدم طويلاً بسبب الخلافات المستمرة حول العديد من الجوانب الأساسية مثل شرعية الحكومة وكيفية إدارة الأمن والأراضي المحتلة بالإضافة لتوزيع المسئوليات الحكومية والنظام السياسي العام للدولة المرتقبة.

ويرى البعض أنه حتى لو تم تحقيق اتفاق شامل الآن فلن تكون هناك ضمانات بأنه لن يحدث انقطاع جديد بسبب غياب ثقه عميقة ومتبادلة بين الأطراف الرئيسية المتحاربة داخليا ومستقبل عدم اليقين بشأن الوضع الدولي والإقليمي. ومن جانب آخر ربما يشكل هذا الاتفاق بداية مرحلة جديدة يتمكن الجانبين خلالها من بناء الثقة عبر تجاوز الماضي وممارسة دور أكثر فعالية فى التعامل مع الواقع الحالي للتدخل الخارجي الذي يهدف لدفع عجلة السلام وفق شروط غير متوازنة لصالح الاحتلال الاسرائيلي .

وفي ظل كل الاحتمالات المتباينة ، يبقى السؤال الهام بلا جواب واضح حاليا : هل تستطيع مختلف الاطراف الدخول بعلاقة بناءة تقوم علي أساس العدالة العامة والمساواة ؟ وهل يمكن لهذا الطرح الجديد تحقيق هدفه المنشود وهو تقديم وجبة كامله تتناول قضاياهم الأساسية والتي تشابه احتياجاتهم اليوميه والحكوميه أيضا؟ إن هدف المصالحة الفلسطينية هو إعادة كتابة الفصل الأخير لهذه الفترة المضطربة التاريخية وإنهاء أسوأ حالة انفصال عرفتها الشعوب العربية الحديثة وأكثرها ديمومة وصمودًا رغم تحديات الوضع السياسي المؤرق. إنها فرصة لكل فلسطيني وفلسطينية لاستعادة الكبرياء والكرامة والشعور بأن وطنهم مستعد لقهر الشدائد وتحويل الألم إلى قوة وإرادات مشتركة تسهم بصورة فعلية في رسم مستقبلهم الخاص بهم وبأيديهم وحدها دون انتظار لقرار خارجي أو التدخل الغربي المفروض بالقوة... فهذا هو الطريق الوحيد لتعزيز فرص نيل حق تقرير المصير والدفاع عنه ضد أي اعتداء مباشر وغير مباشرة!

التعليقات