• صاحب المنشور: هدى الصقلي
  
  ملخص النقاش:
  مع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) بوتيرة متسارعة، أصبح تأثيرها على سوق العمل موضوعاً رئيسياً للنقاش. يتطلب فهم هذا التأثير النظر في كلا الجانبين - الفرص والتحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة.

الفرص:

1. تحسين الكفاءة والإنتاجية:

يمكن لأدوات وأنظمة الذكاء الاصطناعي أداء المهام المتكررة والروتينية بكفاءة كبيرة. وهذا يمكن العاملين من الاستفادة من وقتهم وطاقتهم للتركيز على الأعمال الأكثر تعقيداً وتعزيز الإبداع والإبتكار. على سبيل المثال، يمكن لبرمجيات الذكاء الاصطناعي إدارة البيانات المالية وتحليل العملاء بطريقة أكثر دقة وكفاءة مما يؤدي إلى تحسن كبير بالإنتاجية.

1. توسيع نطاق الوصول إلى الوظائف:

من خلال تمكين الأشخاص ذوي القدرة الخاصة أو الذين يعيشون في المناطق النائية الوصول إلى الأدوات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يُمكنهم الحصول على فرصة أفضل للمشاركة الفعالة في الاقتصاد العالمي.

1. إنشاء وظائف جديدة:

رغم أنه صحيح أن بعض الوظائف قد تتقلص نتيجة للتكنولوجيا، إلا أنها غالبا ما تخلق عددًا أكبر من الوظائف الجديدة أيضًا. تطوير البرمجيات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي والحفاظ عليها وصيانتها هي مجرد أمثلة قليلة لهذه الوظائف الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المسؤولية عن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية والمستقبلية ستحتاج أيضا لمجموعة واسعة من المهارات التقنية وغير التقنية.

التحديات:

1. التغيرات في مهارات القوى العاملة:

يتطلب التحول نحو مستقبل قائم على الذكاء الاصطناعي إعادة تأهيل أو تحديث العديد من المهارات الموجودة حاليا لدى العمال الحاليين. وقد يشكل هذا تحديًا بالنسبة للأجيال الأكبر سنًا الذين ربما لا يتمتعون بحرية التعلم مدى الحياة كما تفعل الأجيال الشابة اليوم. سيكون هناك حاجة للاستثمار الكبير في التعليم والتدريب لتحقيق الانتقال بسلاسة نحو هذه البيئة الجديدة.

1. مشكلات عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية:

في حين أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على توسيع فرص الحصول على الخدمات الأساسية عبر العالم، فقد يحافظ أيضاً على فوارق الازدهار الاجتماعي والثروة بين المجتمعات المختلفة داخل الدول الواحدة وبين البلدان المختلفة حول العالم بناءً على مستوى استخدام التكنولوجيا ومدى توفر التدريب المناسب لها.

1. الأمان والخصوصية:

مع نمو الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تصبح حماية المعلومات الشخصية والأمان السيبراني أمران أساسيان للغاية لمنع الاحتيال والجرائم الإلكترونية الأخرى المرتبطة بها. إن الضغط الذي تواجهه الحكومات والشركات لتوفير بيئات عمل آمنة سيصبح أحد أهم المواضيع الملحة خاصة مع زيادة رقمنة كافة جوانب حياتنا العملية والشخصية.

وفي نهاية المطاف، ينبغي النظر إلى تأثير الذكاء الاصطناعي ليس فقط كمخاطر محتملة ولكن أيضا كنقطة انطلاق لعصر جديد مليء بالأمل والابتكار إذا تمت إدارة العملية بشكل مناسب ومخطط له بعناية ووفق سياسات واضحة لاستخدام هذه التقنية الحديثة وفق خطوط توجيه أخلاقية واضحة وحدود قانونية محددة جيدا ومتفق عليها دوليا للحفاظ علي حق الجميع وفي نفس الوقت تحقيق أعظم الفوائد المحتملة لهذا التطور الثوري غير مسبوق منذ بداية ثورة الصناعة الأولى قبل قرنين كاملين !