- صاحب المنشور: الفاسي المرابط
ملخص النقاش:في العصر الحالي الذي يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، أصبح تأثير التكنولوجيا واضحاً ولا يمكن تجاهله في مختلف جوانب الحياة اليومية. لكن هذا التأثير الأكثر بروزا هو بالتأكيد على عالم الأعمال والعمل. مع ظهور الروبوتات الذكية، الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي وغيرها من الأدوات المتقدمة، شهدنا تحولا عميقا في الطريقة التي يتم بها القيام بالأعمال التجارية.
هذه الموجة الجديدة من التكنولوجيا ليست مجرد تحديثات تكنولوجية؛ بل هي عملية انتقال كاملة من الاقتصاد القائم على العمالة إلى اقتصاد قائم أساساً على البرمجيات والأتمتة. هذه العملية تعرف باسم "التحول الرقمي"، وهي تغير شكل الوظائف القديمة وخلق وظائف جديدة تمامًا لم يكن لها مكان قبل عشرين عامًا فقط. وبينما يوفر هذا التغيير فرصة للنمو والإبداع، فإنه أيضا يجلب معه مخاطر كبيرة خاصة فيما يتعلق بفقدان الوظائف.
فقدان الوظائف
الأدوار الجسدية البحتة مثل المصانع اليدوية ومواقع الإنتاج قد تم بالفعل استبدالها جزئياً أو كليا بأجهزة الأتمتة. حتى بعض الوظائف الفكرية تبدأ الآن في الخضوع للتحديثات التكنولوجية. وفقا لتقرير حديث من صندوق النقد الدولي، يُقدر أنه بحلول العام 2030، سيؤثر الخوف من فقدان الوظائف بسبب الأتمتة على حوالي 80 مليون شخص حول العالم.
خلق فرص عمل جديدة
على الجانب الآخر، أدى التحول الرقمي أيضاً إلى خلق العديد من الفرص الوظيفية الجديدة. المهندسون والمطورون وأخصائيو البيانات هم فقط بعض الأمثلة لكثير من المحترفين الذين انضموا مؤخراً للسوق نتيجة للحاجة المتزايدة لهذه القدرات المتخصصة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشركات الناشئة الصغيرة التي تعتمد بكاملها على الإنترنت تفتح أبوابها باستمرار لبناء فريق جديد من الموظفين، مما يعزز المزيد من نمو السوق.
استراتيجيات للتكيف والتطوير الشخصي
للتغلب على تحديات وفوائد التحول الرقمي، يجب علينا كمجتمع أن نتخذ الخطوات التالية:
- تعليم مستمر: التعليم المستمر أمر حاسم للتنقل عبر المناظر الطبيعية المتغيرة لسوق العمل. قد يشمل ذلك دورات تدريبية محددة تتعلق بكل قطاع ولكنه أيضًا ينطبق بشكل خاص على تعلم مهارات الكود الأساسية وأساسيات علوم البيانات والتي ستكون مطلوبة أكثر فأكثر في المستقبل .
- الدعم الحكومي: الحكومات تحتاج إلى تقديم الدعم للمواطنين والعاملين لإعدادهم لهذا التحول الكبير. وهذا يمكن أن يأتي من خلال سياسات دعم التدريب المهني والاستثمار في المشاريع البحثية التي تستكشف كيفية دمج البشر والآلات بطرق تعطي الأولوية للإنسانية وتحافظ عليها.
- الابتكار والشركات الصغيرة: التشجيع والدعم للشركات الناشئة والصغيرة يمكن أن يساعد في تسريع الابتكار وتوفير فرص عمل جديدة. إن المشهد التجاري الديناميكي يخلق بيئات تجارية متنوعة وقد تكون قادرة على تحمل المخاطر أكثر مقارنة بشركة متعددة الجنسيات أكبر حجما ولذا فهي قادرة على جذب أفكار مبتكرة وقدرة تنافسية عالية ضمن مجال تخصصاتها المختلفة داخل نطاق المنظمات نفسها وكافة قطاعات المجتمعات كذلك.