• صاحب المنشور: عزة المجدوب
  
  ملخص النقاش:
  يتناول هذا المقال القضايا المتعلقة بالعمل الإنساني وكيف يمكن تحقيق التوازن بين تقديم المساعدات الضرورية فوراً والاستثمار في البرامج التي تدعم التنمية طويلة الأمد. هذه الموازنة تعتبر تحدياً كبيراً لأن المنظمات الإنسانية غالباً ما يضغط عليها الزمن والموارد لتحقيق التأثير الأكثر أهمية بسرعة. ولكن عندما يتم التركيز فقط على الاستجابة للأزمات الحالية، قد تتأثر الجهود الرامية إلى بناء مجتمعات أكثر مرونة واستقراراً.

في السنوات الأخيرة، شهدنا العديد من الكوارث الطبيعية والأزمات العالمية مثل جائحة كوفيد-19 التي سلطت الضوء على حاجتنا الملحة لتوفير الإغاثة الفورية للمتأثرين مباشرة بهذه الأحداث. ومع ذلك، فإن التعامل مع العواقب قصيرة المدى يكاد يكون غير قابل للاستمرار بدون خطط واضحة للتعافي والتطوير طويل الأجل.

على سبيل المثال، بعد وقوع زلزال أو حريق هائل، قد تحتاج المجتمعات إلى الغذاء والإيواء والدواء فورياً. وهذا صحيح تماما ويجب تلبية تلك احتياجات الأساسيين بأسرع وقت ممكن. لكن أيضاً هناك ضرورة لبناء بنية تحتية أقوى وأكثر مقاومة للعوامل المناخية الشديدة مستقبلاً - سواء كانت طرق صحية أفضل، أو نظام صرف مياه فعال، أو حتى مدارس ومستشفيات أكثر متانة.

هذه العملية المعروفة باسم "التنمية Humanitarian Development"، هي مزيج من الدعم المؤقت والصحة العامة الطارئة جنبا إلى جنب مع الرؤية الثاقبة للتطور الاجتماعي-الاقتصادي المحلي. إن استخدام موارد فعالة لإنشاء نهج شامل ومتكامل يعني أننا لسنا فقط نقدم الحلول للجائحات اليومية وإنما نخلق أساساً قوياً للمضي قدمًا نحو عالم أكثر استقرارا وازدهارا.

وفي ظل بيئة تنافسية حيث يتزايد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة انسانية حول العالم كل عام، يجب على المؤسسات الإنسانية إعادة النظر في سياساتها وتعديلها لتضمن عدم تجاهل الجانب الآخر وهو الوقاية والتخطيط للأمام بالإضافة إلى التصرف الآن. ويتطلب الأمر شراكات وثيقة مع الحكومة المحلية والحكومات الوطنية والشركات الخاصة والمجتمعات نفسها لنتمكن حقّا من خلق تأثير دائم وإيجابي. إنه ليس عمل بسيط ولكنه أمر ضروري إذا أردنا رؤية تقدم فعلية وليس مجرد تخفيف مؤقت للآلام الناجمة عن المصائب المختلفة.