• صاحب المنشور: غادة القفصي
  
  ملخص النقاش:
  

  في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة بالنسبة للشباب الذين يجدون فيه عالمًا ثانيًا مليئًا بالفرص والتفاعلات الاجتماعية. ولكن هل يمكن لهذا العالم الافتراضي أن يؤثر تأثيراً عميقاً على الصحة النفسية للشباب؟ هذا هو محور نقاشنا هنا.

تظهر الدراسات الحديثة وجود علاقة محتملة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية والمشاكل الصحية النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب النوم. فقد أشار بعض الخبراء إلى ظاهرة تُعرف باسم "الإدمان الرقمي"، وهي حالة مشابهة للإدمان الكيميائي حيث يشعر الشخص بالحاجة الملحة للتواصل مع الأجهزة الرقمية بغض النظر عن العواقب الأخرى.

الأسباب المحتملة

• العزلة والشعور بعدم الانتماء: قد يساهم الانغماس الزائد في العالم الافتراضي في الشعور بالعزلة وعدم الترابط الحقيقي مع الآخرين في الواقع المادي مما يؤدي إلى زيادة مشاعر الوحدة والإقصاء.
• ضغط المقارنة المستمر: وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما تعرض حياة الأشخاص الأكثر نجاحًا أو شهرة بشكل مصقول ومزين، وهذا الضغط المستمر للمقارنة قد يتسبب في انخفاض تقدير الذات和自念من.
• تقليل جودة النوم: استخدام الهاتف المحمول أو الكمبيوتر قبل النوم يعرض الدماغ لأشعة زرقاء تقلل إفراز هرمون الميلاتونين الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية، وبالتالي يحدث اضطراب في جدول نوم الشخص.

التعامل مع هذه المشكلات

1. وضع حدود للاستخدام: إن تحديد وقت محدد لاستخدام الأجهزة الإلكترونية كل يوم يمكن أن يساعد في تحقيق توازن أفضل بين الحياة عبر الشاشة والحياة خارجها.
2. تشجيع النشاط البدني المنتظم: الرياضة وغيرها من أشكال النشاط الجسدي تساعد في تحسين الحالة المزاجية وتعزيز احترام الذات وتقليل مستويات القلق.
3. تعزيز العلاقات الشخصية الحقيقية: قضاء الوقت مع الأقارب والأصدقاء الحقيقيين يعطي شعوراً أكبر بالتواصل والدعم النفسي.

وفي النهاية، فإن فهم تأثير الإنترنت على صحتهم النفسية ليس فقط مسؤولية الأفراد ولكن أيضا المؤسسات التعليمية والعائلات والمختصين في مجال الصحة النفسية لتقديم استراتيجيات فعالة لمساعدة الشباب على التعامل مع تحديات العصر الرقمي بطريقة صحية ومتوازنة.