- صاحب المنشور: عبد الملك بن يعيش
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تقدماً هائلاً في مجال الذكاء الاصطناعي AI. هذه التقنية التي كانت خيالًا علميّاً قبل عقود قليلة، أصبحت الآن جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. بدءًا من المساعدين الافتراضيين مثل Siri و Alexa، إلى السيارات ذاتية القيادة والأجهزة الطبية المتقدمة، فإن الذكاء الاصطناعي يظهر قدرة مذهلة على التعلم والتكيف مع البيئة المحيطة به.
ومع ذلك، كما هو الحال مع أي تقنية جديدة ومبتكرة، يأتي الذكاء الاصطناعي بمجموعة من المخاطر والتحديات الجديدة أيضًا. أحد أهم الآثار الجانبية للذكاء الاصطناعي هي الخوف من فقدان الوظائف بسبب الأتمتة. حيث يتوقع الكثير من الخبراء الاقتصاديون أن العديد من الأعمال الروتينية والمكررة ستصبح غير ضرورية بحلول عام 2030 بسبب القدرة المتزايدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي على أدائها بكفاءة أكبر وأقل تكلفة. هذا قد يؤدي إلى حالة عدم استقرار اقتصادي اجتماعي كبير إذا لم يتم توفير حلول تعليم وتدريب مناسبة للمواطنين للانتقال نحو مهن تتطلب مهارات أكثر تقدمًا وبشكل مختلف تمامًا عما كانوا عليه سابقًا.
جانب آخر مثير للقلق بشأن الذكاء الاصطناعي هو مسألة الأخلاق والقيم البشرية الأساسية. بينما يسعى الباحثون لتزويد أنظمة الذكاء الاصطناعي بالقدرة على اتخاذ القرارات المستقلة، هناك مخاوف حقيقية حول كيفية برمجة هذه الأنظمة لتعكس العدل والحق والديمقراطية وغيرها من المعايير الأخلاقية التي تعتبر ملازمة للحضارة الإنسانية منذ القدم. بدون مراقبة دقيقة وصياغة دقيقة للقوانين الدولية الخاصة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يمكن لهذه الأنظمة أن تساهم بطرق مدمرة وتتنافى مع روح القانون الدولي والإنساني العالمي القديم الجديد الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع حدوث نزاعات مستقبلية مشابهة لما حدث خلال تلك الفترة التاريخية الدامية والمعاصرة لنا جميعا كبشر جمعاء وليس كجماعات أو دول فردية فقط!
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحاً أنه رغم فوائد incalculable للذكاء الاصطناعي إلا أنه ينبغي أيضا مواجهته بتشريعات وقواعد صارمة تحدد حدود استخداماته وكيفية تأمين عمله فيما يحفظ حقوق الإنسان ويعزز العدالة الاجتماعية ويحمينا جميعا ضد الرعب المرتبط بالإمكانيات الهائلة للتكنولوجيا الحديثة والتي تستمر حتى يومنا الحالي بالتوسع بسرعة شديدة مقارنة بأي وقت مضى مما يجعلها واحدة من أبرز المواضيع المثيرة للإهتمام ضمن نقاش مجتمع المعلومات والعصر الرقمي الحالي والقادم كذلك بإذن الله تعالى سبحانه وتعالى!