- صاحب المنشور: سنان الطاهري
ملخص النقاش:
تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي حالياً على تحويل المناظر الطبيعية للتعليم. إن القدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات وتوليد رؤى قابلة للتنفيذ لديها القدرة على تغيير الطريقة التي يدرك بها الطلاب ويتفاعلون ويشاركون في العملية التعليمية. من خلال أدوات مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي القائم على اللغات، يمكن للمعلمين تصميم تجارب تعلم شخصية ومستهدفة أكثر. هذا التحول ليس مجرد تطوير تقني؛ إنه يوفر فرصاً لجعل التعليم أكثر فعالية وإمكانية الوصول إليها، خاصة بالنسبة للأفراد الذين قد يواجهون عقبات في البيئات التقليدية.
التطبيق المحتمل للذكاء الاصطناعي في التعليم:
- التعلم الشخصي: باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن تقييم مستوى فهم كل طالب وضبط خطته الدراسية وفقًا لذلك. وهذا يعني أنه يمكن لكل طالب تلقي دروس مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاته الفردية وقدراته المعرفية الخاصة به.
- تقديم الدعم الأفضل للمدرسين: أصبحت وظيفة المعلم الآن أقل تركيزًا على تقديم المحاضرات والمزيد حول دور مرشد وأخصائي مشرف. يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة المعلمين بتوفير بيانات وتحليلات مفصلة تساعدهم على تحديد نقاط الضعف لدى الطلاب والاستراتيجيات الأكثر فعالية للدعم الأكاديمي.
- تحسين التواصل بين المعلمين والطلاب: يمكن استخدام روبوتات تبادل الرسائل مدعومة بالذكاء الاصطناعي للسماح بإجراء محادثات ثنائية الاتجاه بين المعلمين والطلاب خارج ساعات الفصل الدراسي الاعتيادية. هذه الروبوتات قادرة أيضًا على ترجمة نصوص اللغة الطبيعية إلى مختلف اللغات مما يعزز قدرته على خدمة مجتمع دولي متعدد الثقافات داخل نفس المؤسسة التعليمية الواحدة.
- تقليل الحاجة للتدريس الجماعي: عندما يتمكن الذكاء الاصطناعي من تقدير الفروق الفردية عبر مجموعة طلاب واسعة، فإن ذلك يسمح بنقل خبرات التدريس الشخصية لأعداد كبيرة من الطلاب بطريقة غير مباشرة وبالتالي زيادة الكفاءة العامة للنظام التعليمي بأكمله وليس فقط بالموارد البشرية الموجودة فيه أصلاً.
التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم:
مع الفرص الهائلة تأتي تحديات حقيقية لإدخال تكنولوجيا جديدة كهذه ضمن البنية الأساسية لمؤسسات التعليم العالي والشباب التعليمي بمختلف مستوياتهما العمرية والفكريّة المختلفة والتي تشمل ولكن دون تقييد لها التالي:
* خصوصية البيانات: تعتمد العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على البيانات الضخمة المتعلّقة بالأداء السابق والحاضر للطلبة ولكنه أيضاً يتضمن خصوصياتهن وآرائهن الشخصية وهندامهن الاجتماعية وغيرها الكثير مما قد يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ولحقائق أخلاقيات العمل حين يُستخدم بدون رقابة مناسبة.
* الثقة بالنظم الجديدة: هناك مخاوف مشروعة بشأن مدى موثوقيتها وجودتها عند اعتماد حلول مبتكرة تقوم عليها أساساتها لأن أي عملية اتخاذ قرار تتعلق بشؤونه الرئيسية -كالتربية مثلا– تستوجب مراجعة دقيقة وصبر طويل قبل الانتقال منها نحو أخرى بديلة تمامًا حتى وإن كانت تلك الأخيرة تحمل وعدا بفوائد عظيمة.
* إعادة تدريب المعلمين والمعلمات: سيحتاج المستوى المهني المتحمس للعاملين في المجال التربوي إلى إعادة تصميم شامل يشمل مهارات برمجية وجوانب تكنولوجية مختلفة عدا عن حاجتهم لنظريات علم النفس التربوي الحديثة أيضا وذلك لسياق جديد غالب الظن سيكون معاكسا لما اعتادوه منذ مطلع حياتهم العمليه الأولى وما بعدها!