- صاحب المنشور: إبتهال التازي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الشباب العرب. ولكن هذا الاندماج المتزايد مع العالم الرقمي قد يطرح تحديات غير متوقعة تتعلق بالصحة النفسية والعاطفية. وفقاً لدراسات عديدة، هناك علاقة قوية بين استخدام هذه الوسائل والاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
من ناحية، توفر منصات التواصل الاجتماعي شبكة اجتماعية افتراضية تمكن الأفراد من البقاء على اتصال مع الأصدقاء، تبادل المعلومات والأفكار، والمشاركة في الحوارات حول مجموعة واسعة من المواضيع. كما أنها تقدم فرصة للوصول إلى الدعم النفسي عبر مجموعات الدعم الإلكترونية وموارد الاستشارة.
لكن الجانب السلبي واضح أيضاً: يمكن للمحتوى الذي يتم مشاركته - سواء كان الأخبار المحزنة أو المقارنات المستمرة بإنجازات الآخرين - أن يؤدي إلى شعور الفرد بالعزلة والشعور بالنقص مقارنة بنظرائه. إضافة إلى ذلك، فإن الضغط للتواصل المستمر والاستجابة فوراً لكل رسالة يمكن أن يساهم في زيادة مستويات التوتر والإرهاق الذهني.
الأبحاث تشير إلى أن ساعات طويلة أمام الشاشات مرتبطة بانخفاض نوعية النوم، وهو أمر حيوي للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية. بالإضافة لذلك، يُلاحظ تأثير كبير لدى المستخدمين الذين يميلون نحو التفاعل العدواني أو السلبية أثناء التعليق والتفاعل ضمن المجتمعات الإلكترونية.
بالرغم من هذه المخاطر المحتملة، فإن الحل ليس بالتوقف تماماً عن استخدام الإنترنت وإنما بتغيير كيفية تعاملنا معه بشكل صحيح. تحديد وقت محدد للاستخدام اليومي، اختيار محتوى إيجابي ومتفائل، وتخصيص فترات راحة منتظمة بعيدا عن الشاشة كلها خطوات مهمة لحماية صحتنا العقلية.