- صاحب المنشور: عبد المطلب العامري
ملخص النقاش:
تواجه البشرية اليوم واحدة من أكبر التحديات البيئية المعاصرة وهي أزمة المياه. هذا الموضوع يتعلق بحياة مليارات الناس حول العالم ويضع الضغط على النظام الطبيعي. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من ثلث سكان الأرض من نقص حاد في الوصول إلى مياه الشرب الآمنة. هذه المشكلة تعززها عدة عوامل منها تغيرات المناخ، الزيادة السكانية، سوء إدارة موارد المياه وغيرها.
في العديد من المناطق الجافة أو شبه الجافة، يؤدي انعدام الأمطار المتكرر والتغييرات في أنماط هطول الأمطار بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري إلى تدهور كبير في مستويات المياه الجوفية والمسطحات المائية السطحية. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر البنية الأساسية غير الكافية لإدارة وإعادة تدوير المياه بشكل فعال على توافر الماء الصالح للشرب والصناعات.
بالإضافة لذلك، يعتبر الطلب المتزايد على المياه نتيجة للتقدم الاقتصادي والتوسع الحضري تحديا كبيرا آخر حيث يتم استخدام نسبة كبيرة من المياه للمصانع والإنتاج الغذائي. كما أن الأنشطة الصناعية والممارسات الزراعية المكثفة قد تساهم أيضا في تلويث المياه وتدميرها.
وعلى الرغم من هذه العقبات الهائلة، هناك العديد من الحلول المحتملة التي يمكن تنفيذها لتوفير الأمن المائي العالمي وتحقيق الاستدامة. تشمل بعض هذه الحلول:
- تحسين تكنولوجيا معالجة المياه وإدارتها: تطوير تقنيات جديدة لاستخلاص وتنقية المياه المالحة والمعالجة الثانوية للمياه العادمة يمكن أن يحسن بشكل كبير كمية المياه المتاحة للاستخدام العام والاستخدام الصناعي.
- زيادة الوعي: رفع مستوى الوعي بين الجمهور بأهمية المحافظة على المياه واستراتيجيات الترشيد الفعال لها يعد خطوة مهمة نحو حل مشكلة ندرة المياه. تثقيف الشباب خصوصاً بشأن الحفاظ على الموارد الطبيعية هو استثمار طويل المدى لبناء مجتمع مدرك لقيمة المياه وأهميتها.
- القطاع الخاص والأعمال التجارية: تتطلب التعامل مع أزمة المياه مشاركة فعالة من قبل القطاعين الحكومي والخاص. الشركات لديها القدرة على القيام بدور رائد من خلال دمج أفضل ممارسات إدارة المياه في عملياتها التشغيلية وتقديم الحلول التقنية لمعالجة مشكلات المياه بطريقة مبتكرة ومستدامة بيئياً واقتصادياً واجتماعياً.
- التسويق المسئول للمياه: تطبيق سياسات تسعر تكلفة الحصول على الماء بناءً على تقديره الحقيقي وقيمته الاقتصادية سيُحفّز الأفراد والشركات للحفاظ عليه وعدم الإسراف فيه.
- المؤسسات الدولية للتنمية: تقديم القروض والدعم الفني يساعد الدول الفقيرة والجزر الصغيرة والكثير من البلدان المنخفضة الدخل لتحسين بنيتها التحتية فيما يتعلق بموارد المياه الخاصة بها وتعزيز قدرتها على التأهب لمواجهة المخاطر المرتبطة بتغير المناخ.
- السياسات العامة الذكية: وضع قوانين تنظيمية تقدم الحوافز للإصلاح والتجديد في قطاع الطاقة والنقل والبناء والتي تعتمد بكثافة على الماء يمكن أن تكون ذات تأثير عميق وعظيم بالنفع إن تم تصميمها بعناية وبصورة مدروسة جيدًا.
- البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة: الاستفادة من الاكتشافات الجديدة والتطورات العلمية مثل تصفية الفيروميغنيت (FERROMAGNETIC SEPARATION)، وفصل الحمأة باستخدام المجالات المغناطيسية عالية الكثافة، وأنظمة إعادة التدوير المستندة إلى الروبوتات، كل تلك الوسائل ستمكن من تحقيق إنتاج هائل لكميات كبيرة من المياه المضمون نظافتها وصلاحيتها لكل أغراض الحياة المختلفة مثل الري والغسل وغمر محاصيل زراعية وغير ذلك الكثير مما يجدر ذكره هنا ضمن مجال واسع ومتنوع لهذه المواضيع المصاحبة للأبحاث المطولة عنها!
إن حل أزمة المياه العالمية ليس أمرًا بسيطًا ولكنه ضروري للغاية لحماية حياة الإنسان ومنظومة البيئة المتكاملة كوحدة متجانسة مترابطة؛ ولذلك فإن مواجهتنا لهذا التحدي تحتاج إلى نهج شامل يشمل جميع جوانب المجتمع والثقافات والعوامل الإنسانية المؤثرة عليها وعلى مصدر حياتنا الأول وهو الماء الذي ينساب عبر أعماق البحار والجبال ويغذي حقلا واسعا من الاحتياجات الملحة لدينا كافةً بلا است