- صاحب المنشور: راشد السهيلي
ملخص النقاش:يعد التضخم أحد الظواهر الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الاستقرار العام للاقتصاد. خاصة عندما يواجه اقتصاد ضعيف هذا التحدي، تصبح العواقب أكثر خطورة وشديدة التأثير. يشير مصطلح "الاقتصاد الضعيف" عادة إلى اقتصاد يعاني من بطالة مرتفعة، وتدني الدخل الفردي، وانخفاض معدلات الادخار والاستثمار. وفي هذه البيئة المضطربة، غالبًا ما يكون لدى السكان والمستثمرين والشركات مستوى عالٍ من عدم اليقين بشأن المستقبل مما يؤدي إلى تقليص الإنفاق والادخار.
في المناطق ذات الاقتصادات الضعيفة، يعمل التضخم كعامل مزعزع للاستقرار بسبب تأثيره السلبي المتعدد الأوجه. أولاً، يتسبب ارتفاع الأسعار في انخفاض القدرة الشرائية للعملة المحلية. وهذا يعني أنه مع زيادة تكلفة السلع والخدمات الأساسية مثل الغذاء والإسكان والنقل، تقل القيمة الحقيقية للأجور والدخل الثابت للمستهلكين. ويؤدي ذلك غالبًا إلى شعور بالغضب الاجتماعي وعدم الرضا، حيث ينظر المواطنون إلى الحكومة بأنها غير قادرة على حمايتهم من الزيادة الكبيرة في نفقات المعيشة اليومية.
تأثيرات أخرى للتضخم
بالإضافة لذلك، يستنزف التضخم المدخرات ويضر بمصداقية العملة المحلية. فكلما زادت نسبة التضخم، ارتفع الطلب على الذهب والمعادن الثمينة الأخرى كملاذ آمن لأن قيمتها تكون مستقرة نسبياً مقارنة بالعُملة التقليدية. قد يدفع هذا النوع من التصرفات نحو نقص رأس المال اللازم لتمويل المشاريع الجديدة أو توسيع الأعمال التجارية الموجودة. كما يمكن لتغير توقعات الناس حول مستقبل سعر الصرف أن تخلق حالة من عدم اليقين الكبير الذي يخفض الرغبة العامة في استبدال الأموال بعناصر منتجة كالأسهم والسندات وغيرها من الأدوات المالية غير النقدية.
كما يجبر التضخم البنوك المركزية والحكومات على اتخاذ إجراءات صارمة للسيطرة عليه والتي تتضمن رفع أسعار الفائدة وبالتالي تشديد السياسة النقدية. وعلى الرغم من كون هذه الخطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي طويل المدى إلا أنها تحمل مخاطر قصيرة المدى تتمثل في تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة الدين العام.
خلاصة الموضوع
وفي النهاية فإن تواجد تضخم في ظل بيئة اقتصادية هشة هو أمر مثير للقلق للغاية فهو ليس مجرد مشكلة ظرفية بل إنه عامل رئيسي يمكن أن يقود إلى انهيار شامل إذا لم يتم التعامل معه بحذر شديد واتخاذ تدابير فعالة لحماية القطاع المصرفي والأعمال الصغيرة واستدامة مسارات الإنتاج الوطنية لاستعادة ثقة المجتمع بأكمله بالعملة والقانون الدولي الحاليان اللذان يحكمان السوق العالمية حاليا .