- صاحب المنشور: سناء البلغيتي
ملخص النقاش:
في مجتمعنا المعاصر، أصبح التوازن بين متطلبات الحياة العملية وأعباء الأسرة قضية رئيسية تشغل بال الكثيرين. يعمل العديد من الأفراد لساعات طويلة خارج المنزل، مما يجعل توفير وقت كافٍ للرعاية الأسرية والحفاظ على الروابط العائلية أمراً صعباً للغاية. هذه المشكلة ليس لها تأثير مباشر على الصحة النفسية والعاطفية للأفراد فحسب، بل تتعدى ذلك لتؤثر أيضاً على جودة العلاقات الأسرية والاستقرار الاجتماعي العام.
التحديات الرئيسية
- ضغط الوقت: غالباً ما تكون ساعات العمل الطويلة غير قابلة للتخفيض بسبب الضغوط الاقتصادية أو احتياجات الوظيفة نفسها. هذا يؤدي إلى تقليص الوقت المتاح للعناية بالأطفال وكبار السن وزوجتك/زوجك وباقي أفراد العائلة.
- تأثير على الصحة الجسدية والنفسية: وفقاً لدراسات عديدة، يمكن أن يساهم عدم توازن العمل والأسرة في زيادة مستويات القلق والإجهاد لدى الوالدين، مما قد ينعكس سلبياً على صحتهم العامة وعلى نوعية حياتهم اليومية. كما أنه يتسبب في انخفاض إنتاجية الفرد سواء داخل مكان عمله أو خارجه لأنه يعيش تحت ضغط دائم.
- العلاقة مع الأطفال: عندما يقضي الآباء جزء كبير من يومهم بعيداً عن منزلهم، فإن فرص التواصل والتفاعل اليومي مع أبنائهم تصبح أقل بكثير. وهذا له عواقب محتملة طويلة المدى مثل ضعف الاتصال العاطفي وانخفاض الثقة بالنفس عند الطفل وغيرها من الأمور الاجتماعية والسلوكية الأخرى.
- الصحة المالية: بينما يحاول البعض تعويض نقص وقتهم من خلال توظيف خدمات خارجية رعاية (كا حضانات) وخدمات منزلية وما إلى ذلك لتحرير بعض المساحة لهم، إلا أنها تأتي بتكاليف مرتفعة وقد تساهم في تفاقم الشرخ المالي الحالي الذي كثيرًا ما يواجهونه نتيجة لارتفاع تكلفة الخدمات الأساسية الأخرى كالطعام والمواصلات والدواء الخ...
الاستراتيجيات المقترحة للمعالجة
- إدارة الزمن بحكمة: تحديد الأولويات واستخدام أدوات الإنتاجية المختلفة التي تساعد في إدارة الوقت بطريقة فعالة ومثمرة لكلتا المنزلين - البيت والعمل – وذلك عبر وضع جدول زمني واضح ومتفق عليه مشتركاته جميع أفراد الأسرة .
- الدعم المجتمعي: اللجوء للحصول دعماً اجتماعياً يساعد كثيرآ حيث يتم مشاركة المسؤوليات والأعمال داخل نطاق الأصدقاء المقربين والمعارف الذين يستطيعون تقديم يد مساعدة أثناء الحاجة لذلك الأمر بلا شك سيقلل الحمل الواقع علي شخص واحد فقط وهو رب الاسره مثلاً .
- تقنيات الحد من التوتر: تعلم طرق موثوق بها لإدارة الضغوط الناجمة عن عبئ الأعمال الخارجية؛ فقد أثبتت تمارين اليوجا وتمارين التنفس التدريبية وجلسات التأمل فعاليتها الكبيرة في تهدئة وتصفية الذهن قبل مباشرة اي نشاط آخر مهما كان نوعه سواء أكانت تجارية أم شخصية أخرى داخليا وخارجيا أيضا حسب درجة الاحتياج إليها بكل فرد منهم .
هذه مجرد نقاط بداية لمناقشة موضوع مهم وغني بالتفاصيل خاصة إذا نظرنا إليه من منظور ثقافي مختلف حول العالم العربي الكبير والذي قد يختلف عنه الوضع تمام الاختلاف مقارنة ببقية دول أوروبا الغربية ذات الثقافات المتنوعة الأخرى أيضًا .. فلذلك فرغم وجود عدة عوامل مشتركة بينهما إلّا انه ليست هنالك نسخة طبق الأصل واحدة تناسب كافة البيئات ولا حتى خطوات محددة ثابتة لكن بالتأكيد تبقى اهميه الدراسة العميقة لهذه المواضيع اساس حيوياً لحياة افضل لنا ولأجيال المستقبل بإذن الله الواحد الاحد الصمد سبحانه وتعالى جل وعلا....