- صاحب المنشور: جبير بن غازي
ملخص النقاش:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، خاصة بين فئة الشباب. رغم الفوائد الكثيرة التي توفرها هذه المنصات مثل التفاعل مع الأصدقاء والعائلة والتواصل العالمي والتعبير عن الرأي، إلا أنها قد تتضمن أيضاً جوانب سلبية تؤثر سلباً على الصحة النفسية للكثيرين. هذا المقال سيستعرض التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب وكيف يمكن إدارة هذه العلاقة بطريقة صحية ومفيدة.
الاضطراب النفسي والقلق:
تشير العديد من الدراسات إلى أن الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي قد يزيد من مستويات القلق والتوتر لدى الشباب. الشعور بعدم مقارنة الذات بالآخرين، الدائم عبر المقارنات غير الواقعية للمحتوى الذي يتم نشره، يمكن أن يؤدي إلى مشاعر اليأس والإحباط. وفقا لدراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي، فإن شبكات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً هاماً في زيادة معدلات الاكتئاب وتشجع الأفراد على تصنيف أنفسهم بناءً على عدد الإعجابات أو التعليقات التي يتلقونها.
النوم وفقدان التركيز:
إن استخدام الهواتف الذكية قبل النوم مباشرة يمكن أن يعيق عملية النوم الطبيعية بسبب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات والألعاب الإلكترونية المثيرة. دراسة أخرى وجدت علاقة قوية بين قلة النوم واضطرابات الصحة النفسية كالقلق والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت بأن تشتيت الانتباه المستمر أثناء القيام بالمهام نتيجة لمقاطعات الرسائل الهاتفية والمواقع الاجتماعية يؤثر سلبًا على القدرة على التركيز والحفاظ عليه طوال فترة العمل أو الدراسة.
تعزيز الوحدة والعزلة:
على الرغم من كون وسائل الإعلام الاجتماعية وسيلة اتصال، فإنها غالبًا ما تشجع نوعًا مختلفًا من العلاقات - "العلاقات الظاهرية". حيث يقوم الناس بإقامة علاقات وهمية وغير حقيقية عبر الإنترنت. هذه التجربة المجتمعية الخاطئة يمكن أن تكون مضللة جدًا للأفراد الذين يقضون وقتًا طويلاً عليها، مما يشعرهم بالعزلة وانخفاض مستوى الثقة بالنفس الحقيقي خارج نطاق العالم الافتراضي.
الحلول المقترحة:
لتقليل الآثار السلبية لهذه الوسائط، ينصح باتباع بعض الخطوات البسيطة ولكن الفعالة:
- إدارة الوقت: حدد فترات زمنية محددة لاستخدام الشبكات الاجتماعية واتبع خطتك بعناية.
- نشر محتوى مفيد: شارك المعلومات والمعرفة المفيدة بدلاً من نشر صور ذاتيا باستمرار مما يخلق ضغطًا اجتماعيًا سلبيًا عليك وعلى الآخرين أيضًا.
- التوازن: حافظ على توازن جيد بين الحياة الاجتماعية التقليدية واستخدام وسائل الاعلام الاجتماعية كي تبقى مرتبطًا بأصدقائك فعليا وليس رقميًا فقط.
- الوعي الذاتي: كن واعيًا لما تقرأه وما تشاهده وأعد توجيه تركيزك نحو الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لك شخصيًا.
في النهاية، إن فهم جوانب كلا الجانبين السلبي والإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي هو أمر ضروري لتوجيه استخدماتها بحكمة وبناء مجتمع أكثر صحة نفسيًا وعاطفيه بين مستخدميه الصغار والكبار alike.