- صاحب المنشور: نهاد الزرهوني
ملخص النقاش:شهدت البيئة التعليمية تحولات جذرية مع ظهور الثورة الرقمية. هذا الانتقال نحو التكنولوجيا والرقمنة أثّر بشكل كبير على طريقة تقديم وممارسة العملية التعليمية في الجامعات والكليات العربية. يُعَدُّ استخدام البرمجيات الذكية، المنصات الإلكترونية، وبرامج التعلم الآلي أدوات حيوية لتطوير تجربة الطلاب والمعلمين على حد سواء.
من جهة, يوفر الإنترنت والمواد الدراسية المتاحة رقميا الفرصة للمتعلمين للاستفادة من مجموعة واسعة ومتنوعة من الكتب والأبحاث العلمية بغض النظر عن مكان وجودهم الجغرافي. كما يتيح لهم القدرة على الالتحاق بالدورات التدريبية عبر الإنترنت التي قد تكون غير متاحة محليا بسبب قيود الموقع أو عدم توفرها. هذه الدورات غالبا ما تقدم مواد تعليمية أكثر تحديثاً وتفاعلية مقارنة بالنظام التقليدي للتعلم وجهًا لوجه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الوسائل الحديثة المساعدة في توفير تكلفة التعليم الجامعي وتحسين الوصول إليه.
الاستخدام الفعال للتكنولوجيا
لكن رغم الفوائد العديدة للتحول الرقمي، إلا أنه ليس بدون تحديات أيضا. فعلى سبيل المثال، هناك حاجة إلى تدريب المعلمين بشكل مستمر حتى يتمكنوا من الاستفادة بشكل صحيح من الأدوات الجديدة واستخدامها بطريقة فعالة داخل الفصل الدراسي. كذلك، ثمة مخاوف بشأن التأثير المحتمل للأجهزة الإلكترونية والحواسيب المحمولة على الصحة البدنية والنفسية لدى الشباب الذين يقضون وقت طويل أمام الشاشات.
مستقبل التعليم العالي
وفي المستقبل القريب، نتوقع رؤية المزيد من الاختبارات والتطبيقات الواقع الإفتراضي/معزز والتي ستغير الطريقة التي يفكر بها الناس حول كيفية القيام بتجربة تعلم غامرة وجذابة حقا. بالإضافة إلى ذلك، سيكون تطوير الذكاء الصناعي جزءاً أساسياً مما سيحدث في مجال التعلم الآلي الشخصي والذي سوف يساعد كل طالب بنمط خاص به ويتناسب مع احتياجاته الخاصة.
بشكل عام، فإن التحول نحو الرقمية في قطاع التعليم العالي يحمل معه احتمالات كبيرة لكل من المؤسسات الأكاديمية والمتعلمين الأفراد إذا تم استخدامه بحكمة وسخاء.