- صاحب المنشور: مآثر البوعزاوي
ملخص النقاش:
مع انتشار جائحة كوفيد-19 حول العالم، واجهت الاقتصادات الناشئة مجموعة فريدة من التحديات التي أثرت بشكل عميق على مسارها النموي. هذه الأزمة الصحية العالمية لم تؤثر فقط على الصحة العامة ولكن أيضا على الجوانب المالية والنقدية للبلدان. ومن أهم التأثيرات التي شهدتها هذه البلدان هي انخفاض معدلات الاستثمار والتجارة الدولية، بالإضافة إلى تراجع الطلب المحلي بسبب القيود الحكومية المفروضة لحماية المواطنين.
في حين يواجه البعض مخاطر كبيرة مثل ارتفاع البطالة وتضاؤل القدرة الشرائية للمستهلكين، فإن هناك أيضًا فرصًا محتملة يمكن استغلالها لتسريع عملية التحول نحو نموذج أكثر مرونة واستدامة للاقتصاد. يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من المرونة والإبداع لدفع عجلة التعافي وتعزيز المرونة الهيكلية لهذه الدول.
على سبيل المثال، قد تشجع تدابير الحجر الصحي والاستخدام المتزايد للتكنولوجيا الرقمية الناس والشركات على اعتماد حلول مبتكرة تعتمد على الإنترنت. هذا الانتقال المحتمل نحو الخدمات الرقمية يمكن أن يؤدي إلى زيادة الكفاءة وخفض التكاليف طويلة المدى. علاوة على ذلك، قد تدفع الزيادة الأخيرة في الاستثمار المحلي في قطاعات مثل الرعاية الصحية والبنية التحتية العديد من البلدان نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المجالات الحيوية.
ومع ذلك، يبقى تحديًا رئيسيًا يتمثل بالحاجة الملحة لتنفيذ سياسات شاملة تستهدف جميع فئات المجتمع خاصة الفئات الأكثر هشاشة والتي تأثرت بشدة بالأزمة الاقتصادية المرتبطة بالوباء. إن ضمان الوصول العادل إلى الدعم الاجتماعي والحفاظ على شبكة الأمان الاجتماعية أمر ضروري لإعادة بناء الثقة وتحفيز الطلب مرة أخرى.
الفرص والمخاطر الرئيسية:
* الرقمنة: فرصة لتحسين الكفاءة عبر القطاعات المختلفة لكن تتطلب بنية تحتية قوية ومستوى عالٍ من المهارات التقنية بين الأفراد والعاملين.
* الاكتفاء الذاتي: فرصة لتحقيق استقلال أكبر في مجالات حاسمة كالرعاية الصحية والبنية التحتية مما يعزز الأمن الوطني ويقلل الاعتماد الخارجي.
* التوزيع غير المتساوي للأعباء: خطر عدم المساواة في تحمل تكلفة وبائية حيث قد تصبح بعض الفئات أقل قدرة على مواجهة الآثار الجانبية للعلاج أو التدابير الاحترازية الأخرى.
* الانكماش العالمي والتجارب التجارية: الخطر الأكبر الذي تواجهه الاقتصاديات الناشئة وهو تباطؤ التجارة الدولية والذي يؤثر مباشرة على صادراتها وأرباح شركاتها الوطنية نتيجة لانخفاض مستويات الإنتاج عالمياً.
هذه الظروف تعكس معضلة معقدة تحتاج أنظمة سياسية واقتصادية ذكية وقادرة على تقديم الحلول المناسبة لكل مشكلة تطرح نفسها. بينما يستمر العالم في مساره لاستعادة وضع ما قبل كورونا الجديد، فإن فهم أفضل لكيفية تأثير الوباء على الاقتصاديات الناشئة سيكون ذا قيمة هائلة لإحداث تغيير مستقبلي ايجابي ومنظور جديد لهؤلاء الاقتصاديين الذين عانوا مؤخراً من آثار الفيروس الغامضة والمعاصرة.