- صاحب المنشور: عمران النجاري
ملخص النقاش:تُحدث الثورة التكنولوجية الحالية تحولاً شاملاً في مختلف القطاعات، ومن بينها قطاع الرعاية الصحية. يُعدّ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أكثر المجالات الواعدة التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير جذري في الطريقة التي يتم بها تقديم الخدمات الصحية والعلاج الطبي. يتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا هائلة لتحسين الكفاءة والدقة وتخصيص العلاج للمرضى.
الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية:
- التشخيص الدقيق: يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض بشكل دقيق وأسرع باستخدام أدوات التعلم الآلي لفحص الصور الطبية وتحليل البيانات الحيوية. على سبيل المثال، يمكن لأجهزة الكمبيوتر المدربة باستخدام خوارزميات تعلم عميق قراءة الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي بتفوق يوازي خبرات الكثير من المتخصصين البشريين. هذا يمكن أن يؤدي إلى الاكتشاف المبكر للأمراض العصبية مثل الخرف أو مرض الزهايمر بكفاءة أكبر بكثير مما هو ممكن حاليًا.
- تحسين إدارة الأدوية: قد تساعد الروبوتات القائمة على الذكاء الاصطناعي أيضًا في تحديد الجرعات المثلى لكل مريض بناءً على عوامل متعددة كالوزن وعمر الشخص والحالة الصحية العامة له. وهذا الأمر ليس فعالاً فحسب ولكنه يحافظ أيضاً على سلامة المرضى لأن خطأ واحد في وصفة طبية قد يكون كارثة.
- دعم الطب الشخصي: مع توافر المزيد من المعلومات الشخصية حول كل فرد - بما في ذلك التاريخ الوراثي والتاريخ الصحي السابق والسجلات اليومية البيئية - يمكن للأنظمة الذكية استخدام هذه البيانات لتقديم توصيات علاج مُخصصة ومستهدفة للغاية تلبي الاحتياجات الفردية لكل شخص.
- تكلفة أقل وأوقات انتظار أقصر: بينما تتطلب عمليات التشخيص والمعالجة التقليدية وقتا وجهدا كبيرين من البشر وقد تستهلك موارد كبيرة، فإن العديد من هذه العمليات يمكن أتمتتها بواسطة ذكاء اصطناعي مدرب تدريب عالي الجودة. وهذا يعني أنه بإمكان المواعيد الانتظار الأقصر والأداء المباشر للعلاجات اللازمة عند الضرورة القصوى بالإضافة إلى خفض تكاليف القيام بها مقارنة بالأسلوب اليدوي للعمل الذي يقوم به البشر والذي غالبا ماتكون مكلفته باهظة بسبب الاستخدام المكثف للموارد البشرية والمادية.
التحديات التي أمام تطبيق تكنولوجيا AI في مجال الصحة:
على الرغم من الإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا، إلا أنها ليست بدون مخاطر وتحديات رئيسية يجب مواجهتها قبل اعتماد واسع النطاق لها داخل المؤسسات الصحية الرسمية وغيرها. بعض أهم المخاوف هي كما يلي:
* خصوصية البيانات: تعد حماية خصوصية البيانات أمر حيوي خاصة عندما يتم جمع معلومات صحية حساسة عبر الإنترنت وطرق أخرى غير مباشرة والتي ستصبح جزء أساسا من أي نموذج عمل قائم على الذكاء الاصطناعي خاص بمجال الرعاية الصحية مستقبلا .
* الثقة والإنسانية: هناك اعتقاد عام بأن بعض جوانب العمل الإنساني لن تستبدل أبدا بأجهزة الكمبيوتر مهما بلغ مستوى تقدمها الحالي وهو تصور منطقي تمامًا نظرآ لما تقدمه تلك الاجهزة مؤثر بارد وضائع للإحساس بالإنسان الحقيقي ويفتقر للتواصل الاجتماعي الحميم حيث يلعب عامل الاهتمام النفسي دور محوري خلال مراحل علاجه المختلفة وبالتالي فالاستمرار بالمشاركة المتزايدة للاستخدام المشترك لهذه الأدوات جنبا إلي جنب مع الفريق الطبي المعالج سيضمن تحقيق نتائج فعالة سواء أكانت قصيرة أم طويلة المدى .