- صاحب المنشور: رباب المغراوي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الذي يتزايد فيه الوعي بأهمية حماية البيئة، تبرز الطاقة المتجددة كحل حيوي لمواجهة التغير المناخي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. تتضمن محاور هذا النقاش فوائد هذه الطاقة البديلة ومجالات تطبيقها، بالإضافة إلى تحدياتها الحالية والحلول المقترحة للتغلب عليها.
الفوائد الواضحة والتهديدات المستترة
تتميز مصادر الطاقة المتجددة بأنها نظيفة وغير معدومة تقريبًا بالانبعاثات الغازية الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والتي تساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري. تعتبر الرياح والشمس والقوى الكهرومائية مصادر هائلة يمكن الاعتماد عليها لتوليد الكهرباء بدون انبعاث أي غازات دفيئة خلال عملية الإنتاج. وهذا يعني تقليصاً كبيراً للتلوث الهوائي وتحسين نوعية الحياة لأعداد كبيرة من السكان الذين يعيشون بالقرب من المحطات التقليدية التي تعمل بالفحم أو النفط.
على الجانب الآخر، ينبغي النظر بعناية فيما يسمى "التكلفة الأوّلية" المرتبطة ببناء البنية الأساسية لمصادر الطاقة الجديدة. فعلى سبيل المثال، إنشاء توربين رياح عملاق قد يكلف ملايين الدولارات، وهو أمر غير ممكن دائماً بالنسبة للدول ذات الاقتصادات الأضعف. حتى وإن تم تأمين التمويل اللازم، فإن عمر بعض مشاريع الطاقة الشمسية يقدر بحوالي عشر سنوات قبل حاجتها للإصلاح والصيانة المكلفة عوضا عن الاستبدال الكامل لها.
البحث عن حلول مستدامة ومتكاملة
لتنفيذ طاقات متجددة بكفاءة واستخدام مواردنا الطبيعية بطريقة أخلاقية وعقلانية، هناك العديد من الحلول المطروحة:
1) التشريعات الحكومية الداعمة للاستثمار في البحوث والتطور والتطبيقات العملية للطاقات المتجددة.
2) تعزيز الشراكات العالمية بين البلدان الصناعية والدول النامية لنقل المعرفة والتقنية.
3) الاستثمار في التعليم العام حول أهمية الطاقات الخضراء وكيفية تشكيل عادات حياتية صديقة للبيئة داخل المجتمعات المحلية.
4) تطوير نماذج الأعمال التجارية الموفرة للموارد أكثر مما هي عليه الآن حيث يتم إعادة استخدام مواد بناء المصانع القديمة لإعادة تدوير المواد الأولية المستخدمة في تصنيع منتوجاتها الحديثة.
5) تحفيز القطاع الخاص عبر تقديم حوافز ضريبية وضمان حصولهم على مخزون ثابت وبأسعار معقولة للمواد الخام الرئيسية اللازمة لصناعة المعدات والأجهزة الخاصة بتوليد وقضاء الكهرباء باستخدام الطاقات العضوية.
6) خلق نظام للاقتصاد الأخضر يشجع الأفراد والشركات على تبني طرق إنتاج أقل ضررا على البيئة ولاستقرار اقتصادي أفضل.
إن التحول التدريجي نحو وسائل توليد الطاقات المختلفة سيؤدي بلا شك لحياة أكثر رفاهية وصحة وصيانة لكوكب الأرض للأجيال المقبلة بشرط اتخاذ خطوات مدروسة ومنطقية منذ الآن وليس غداً.