- صاحب المنشور: عبد الحق البوعناني
ملخص النقاش:
### التحديات اللغوية في التعليم: كيف يُمكننا تحسين الفهم والتواصل؟
يعدّ التواصل والقدرة على فهم المعلومات أحد أهم الأهداف في العملية التربوية. ولكن هذه المهمة قد تصبح معقدة عندما يتعلق الأمر بالتعدد اللغوي داخل الفصل الدراسي. يواجه العديد من الطلاب تحديات تختلف بحسب خلفياتهم الثقافية ولغاتهم الأم، مما يؤثر ربما على أداءهم الأكاديمي وفهمه للمادة العلمية المقدمة لهم بالإنجليزية أو اللغة الرسمية للدولة التي يعيشون بها.
تتنوع أشكال تلك التحديات لتشمل الصعوبات المفرداتية والنحوية والصوتية أيضًا. بالنسبة للطالب الذي تعلمه الأساسي غير الإنجليزية مثلاً، فإنه سيجد نفسه غارقاً وسط بحرٍ كلمات جديدة ومفردات غير مألوفة. بالإضافة لذلك فإن اختلاف بنى الجملة والقواعد بين لغات مختلفة يمكن أن يشكل حائلاً بين الطالب والمعرفة الجديدة. حتى الصوتيات لها دورها - حيث إن بعض الأصوات قد تكون فريدة لكل لغة وقد تتطلب جهودا خاصة لفهمها واستيعابها.
وللتغلّب على هذه العقبات، أصبح هناك دعوة متزايدة نحو اعتماد استراتيجيات تربوية أكثر شمولا وتنوعًا. إحدى الاستراتيجيات المقترحة هي دمج المواد باللغات الأصلية للطلاب جنبا إلى جنب مع التدريس بلغة العلوم الرئيسية؛ وذلك لتحقيق توازن يسمح لهم بالحفاظ على ثقافتهم وأصولهم بينما يكسبونه مهارات لغوية جديدة. كما تلعب الوسائل المساندة مثل الكتب المصورة والفيديوهات وتسجيلات التعلم دوراً فعالاً بتوفير امكانيات بصرية تساعد المتعلم على الربط بين الصور والمفاهيم النظرية.
ومن الجدير ذكره هنا أيضاً الدور الكبير للعامل البشري المتمثل في المعلمين الذين يعملون مباشرة مع هؤلاء الأطفال. تدريب المعلمين ليصبحوا قادرين على فهم الاحتياجات الخاصة بكل طالب وإيجاد طرق مناسبة لتقديم المحتوى بطريقة محببة ومتفاعلة أمر ضروري لإنجاح مشروع شامل كهذا المشروع الرامي لحماية الطفل وتعزيز قدرته المعرفية بغض النظر عن بيئته الجغرافية وثقافته الأم.