الأم هي رمز للحنان والعطاء والبذل بلا حدود؛ فهي النور الذي يضيء طريقنا في الحياة ويقودنا نحو الطريق المستقيم. إن ذكر بعض الأبيات الشعرية والنقولات الفلسفية التي تصف العلاقة بين الأم وابنها يعد أقل ما يمكن تقديمه تكريمًا لهذه الشخصية الرائعة والمهمة في حياتنا جميعا.
في الأدب العربي القديم، نجد العديد من الأشعار والمعلقات التي تعلو مديحاً للأم وفضائلها. يقول الشاعر أبو فراس الحمداني: "أمّ كأنما مَحاسِنُها وَصفٌ/ تُزيّنه قريحُ الشعراءِ". وفي هذا البيت تجلت قدرة أبي فراس على تصوير جمال الأم ورونقها الذي يفوق الوصف ويتخطى قدرات الشعراء كافةً.
تعتبر الأم مصدر الراحة والسند لنا طوال الزمن؛ إنها ساحرة الصباح بحبها الدافئ وكوب الشاي المسائي بنكهتها الخاصة. كما عبّر عنها أحمد شوقي قائلاً: "الحياة مع الأم حلاوة ولذة، وهي جبل الروح تستقر عليه النفس". وهذا يعكس عمق الارتباط الجوهري الذي تشكله الأم مع ابنها ومعنى وجوده بالنسبة لها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن دور الأم ليس مقتصراً فقط داخل المنزل بل أيضاً خارج أسوار المنزل نفسه. فدورها التعليمي التربوي ينبعث شعاعه حتى بعد رحيلها بناحية الدنيا الأخرى. فقد قال محمود حسن إسماعيل:" عندما نموت يا أمِّ تبقى روحك معنا...دموع عيوننا سترسم وجهك..." بالتالي، مهما بلغ العمر أو غابت الجسد، تبقى ذكرياتها خالدة ومستمرة عبر أفكار أبنائها وأعمالهم وتوجهاتهم الأخلاقية.
ختاماً، الأحرف المكتوبة هنا رغم محدوديتها إلا أنها تحاول رسم صورة ولو بسيطة لما تحملته هذه المرأة المباركة خلال مسيرة حياتها برمتها بدءًا من لحظة الحمل وحتى اللحظات الأخيرة قبل فارقت الحياة. لذلك دعونا نتذكر دائماً بأن تقديم الثناء والكلام الطيب تجاه أمهاتنا المقربين هو واجب مقدس نحرم نفوسنا منه إذا لم نقوم بتقديم تلك التعبيرات لهم بما يستحقونه حق الإستحقاق.