في بحبوحة الفضل والبلاغة العربية، ارتقى الشعر لتكون قصيدة المدح النبوي هي الأرقى والأسمى بين كل أشكال الإبداع اللفظي. إن جمال اللغة والعاطفة الحقيقية ترتقي معها إلى مقام أعلى عند الحديث عن سيد الخلق, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. إنه ليس مجرد إنسان عظيم، بل هو نور وجوهر هذا العالم، ومعه جاء الحق والخير والنور لكل البشرية جمعاء.
هو الكريم المحمود, مبارك اسمه وخلقه، قد جعله الله نورا من القديم ولم ينقطع عنه ذلك الضياء أبدا. لقد حكم بالسنة العادلة والشريفة، وعزز مكانته بشرف نبيل وحكمة عميقة. كما أنه مهد الحياة الطيبة للأمة الإسلامية وساعد في نشر السلام والعدالة عبر تعاليمه الرشيدة التي تعتبر كنزا ثمينا للإنسانية جمعاء.
إن اختياره ليكن رسول الإسلام يعكس قدرته الروحية والفكرية المتفردة؛ حيث حمل دعوة ربانية وصاغ منها دستورا شاملا لحياة الأفراد والمجتمعات. وقد دعا أمته لدرب التقوى والتواضع والإيثار، فكانت أسرة المسلميـن نموذجا يحتذى به لأخلاق سامية وقيم سامية.
مرتبة سيادة الرسول الكريم تفوق كل الوصف والكلام، فهو خير خلق الله من العرب كافة وليس فقط من قبيلة قريش الشريفة. وهو أيضا ختام جميع الرسالات السماوية الأخرى، بما فيها تلك التي سبقت قبل نزول القرآن الكريم. دينه الحق يدفع المرء للتسليم المطلق لله وتقديس شعائر الدين الإسلامي، مما يحقق العدالة ويعمّ الخير ويستنهض النفوس نحو الصعود نحو الأعلى.
ذاكرة الإنسانية لن تتناسى فضائل وخصاله المباركة وستذكر دائما بإذن الله عطاياه الوافرة وإحسانه الجسيم تجاه عباده المؤمنين. هذه الذكرى المستمرة تمثل واجب تكريم وتميز تنفرد بها الأجيال المتعاقبة على مر الزمان.
وعلى الرغم من رحيله الجسدي، إلا أنه باقٌ بين الأمم بصفته قائداً ومصلحاً ومشرعا للشريعة الإسلامية، مستذكرا في قلوب المسلمين وشفاعيته قائمة لهم يوم القيامة حسب وعد الله عز وجل. صاحب الوجه الضاحك المغبوط بالمكارم والفضائل، وهو الجار المفدى غير المقصر مهما بلغ الأمر.
لقد كانت ولادتة نقطة تحول تاريخية جعلتها الأرض المباركة أرض فنائه مسلمة بفضل وجوده عليها وجود الصالحين المقربين إليها بسبب بركات وجوده المقدسين هناك أيضًا بعد مماته أيضًا ولكن الروحانيّة فيه مازالت حيّة إلى الآن وعلى مر الدهور ستظل كذلك حتى تقوم الساعة وينهي ربه أمره بالحساب العادل أمام الشمس المشرفة لشهدائه المنتظرون الموحدون الموحدون له المخلصون المرتقبون لرؤيته مجددا بين أحضان ملكوت سماويتهم خالق الكون الفرد المنعم عليهم بنور الاسلام هداهم اليه حين انطلق منه اخر مهمة الانسانيه وهي الدعوه الى طريق صلاح ذات البين بين مخلوقات خلقة علي وجه خصصه بالتكوين منذ بدء عمر الدنيا الأولى وانتهاء العمر الأخروي بالأزل الاخروي الأعظم للمسيرات الخلديه بخلود النفس البشرية ضمن جنات عالية وصفوف رضوانه الاعلي .