اللسان: قوة سريعة التأثير ومرآة الشخصية

التعليقات · 2 مشاهدات

يُعدّ اللسان أحد أعظم هدايا الله للإنسان، فهو الأداة التي تُعبر عن الأفكار والأحاسيس والأمزجة. ليس فقط وسيلة للتواصل بين البشر، ولكنه أيضًا مرآة تعكس

يُعدّ اللسان أحد أعظم هدايا الله للإنسان، فهو الأداة التي تُعبر عن الأفكار والأحاسيس والأمزجة. ليس فقط وسيلة للتواصل بين البشر، ولكنه أيضًا مرآة تعكس شخصية الفرد ومستواه الثقافي والمعنوي. قد يكون هذا العضو الصغير مصدر بركة ونفع كبيرين إذا استخدم بكفاءة واحترام، وقد يصبح مساوئته عقاباً شديداً لما يسببه من إيذاء للآخرين وتدمير للعلاقات الاجتماعية والدينية.

فيما يلي بعض الأقوال والحكم التي تؤكد على أهمية استخدام اللسان بحكمة:

  1. قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "من تكلم بما لا يعلم فقد ظلم الناس". هذه المقولة تشدد على ضرورة تجنب الحديث فيما لا يتمتع الشخص بفهم شامل له، وذلك لتجنب إحداث الضرر أو الخلط لدى الآخرين.
  1. ومن القول الحكيم أيضاً قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليحدث بالكلمة ما يلعب بها اللّه لعبًا حتى يُدخله النار أبعد ممّا بين المشرق والمغرب." يؤكد هذا التشريع النبوي خطورة الكلام غير المسؤول وكيف يمكن أن تكون نتائجه كارثية للغاية.
  1. يقول ابن الجوزي رحمه الله: "الكلام كالرصاصة: خرجت فلا يعود"، مما يعني أنه بمجرد خروج كلام الإنسان من فمه، فإنه يندرج تحت سيطرته ويصبح جزءاً من الواقع. لذلك، يجب الحرص الشديد عند اختيار الكلمات.
  1. وفي نفس السياق، نجد حكمة أخرى لابن القيم الجوزية رحمه الله: "إذا كان قليل الطعام يكفي الجسم، فإن كثرة الكلام تزري بالأرواح". وهذا يدل على أن القدر الزائد من الكلام ليس مفيداً دائماً ويمكن أن يساهم في خلق مشاكل غير ضرورية.
  1. وأخيرا وليس آخراً، ذكر القرآن الكريم في عدة مواضع فضل حفظ اللسان والتزام التحفظ فيه مثل قوله تعالى: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم..".

هذه الحكم والأمثال تتناول الجانب الأخلاقي والعاطفي لاستخدام اللسان وتعطي نظرة ثاقبة حول كيفية التعامل مع هذا الجزء المهم من جسم الإنسان والذي يستحق كل الاحترام والحذر.

التعليقات