الأبناء هم أغلى ما يملك الآباء، هم زينة الحياة الدنيا، وفرحة القلب، وسرور النفس. فيهم تجد الأمل والطموح، وفيهم ترى مستقبل الأمة. إن حب الأبناء ليس مجرد عاطفة، بل هو رابط مقدس يربط بين الأجيال، ويمثل استمرارية الحياة.
في شعرنا العربي القديم، نجد العديد من القصائد التي تعبر عن هذا الحب العميق للأبناء. ففي قصيدة "أين الضجيج العذب والشغب؟" للشاعر مبارك عبد التواب السلمي، نرى صورة حية لأبناءه وهم يلعبون ويمرحون، ويملؤون المنزل بالفرح والضحك. يقول الشاعر:
"أين الضجيج العذب والشغب؟
أين التدارس شابه اللعب؟
أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتب؟"
وفي قصيدة أخرى، "الخاطرة الأولى"، يصف الشاعر ابنَه بأنه "فلذة كبد" و"قطعة من روحه"، مؤكداً على أهمية الأبناء في حياة الآباء. يقول:
"الابن هو فلذة كبدي..
هو قطعة من روحي..
هو الحياة و هو كل شيء بالنسبة لي..
تخاف عليه من أي شيء..
وإن أصابه مكروه فكأنه أصابني..
تسهر على راحته دائماً."
كما يشدد الشاعر على دور الأبناء كسند لأبيهم، حيث يقول في "الخاطرة الثانية":
"الابن هو سند أبيه..
وهو امتداد له في الدنيا..
الابن هو قرة عين والديه..
فالابن هو أعظم نعمة وهبها الله إلى والديه..
يفعلون كل شيء من أجل إسعاده وراحته."
وفي رسائل الحب للأبناء، يؤكد الشاعر على أهمية إظهار هذا الحب، حيث يقول في "الرسالة الأولى":
"علينا أن نعمل على إظهار الحب..
فمن الضروري أن نظهر لأبنائنا بأننا نحبهم..
لأننا بذلك نزيد من ثقة أبنائنا بأنفسهم..
ونحفظ توازنهم العاطفي والنفسي."
وفي "الرسالة الثانية"، يصف حب الأبناء بأنه "غريزة داخلية" و"عاطفة كبيرة"، مؤكداً على أنها هدية من الله عز وجل.
إن حب الأبناء ليس مجرد عاطفة، بل هو مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الآباء. فالأبناء هم مستقبل الأمة، وهم الذين سيحملون راية العلم والعمل بعدنا. لذلك، يجب علينا أن نربيهم على القيم والمبادئ الصحيحة، وأن نكون قدوة حسنة لهم في كل شيء.
ختاماً، إن حب الأبناء هو شعور مقدس يجب أن نعتز به ونحميه، فهو أساس استمرارية الحياة وتطورها. فلنجعل من أبنائنا أملنا وأمانينا، ولنربيهم على حب الله ورسوله، وعلى الأخلاق الحميدة التي ترفع من شأن الأمة وتقربها من رضا الله سبحانه وتعالى.