في ضوء النور الذي ينير طريقه عبر العصور، يقف العلم كقيمة سامية نهل منها المسلمون معرفتهم وحققوا بها إنجازات بارزة. إن الحكم التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تؤكد على مكانة العلم وفضله الكبير. فالعلم ليس مجرد وسيلة للحصول على المعرفة، بل هو مفتاح لفهم خلق الله واستخدامها بما يعود بالنفع والخير للإنسانية جمعاء.
يأمرنا القرآن الكريم بالتفكر والتدبر في الكون قوله تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب" [آل عمران: 7]. هذه الآية تعكس أهمية الاستفادة من جميع جوانب المعرفة وتحث المؤمنين على طلب الفهم الصحيح والدقيق.
كما أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم قيمة العلم قائلا: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". وهذا الحديث يشجع المسلمين على عدم ترك فرصة للتعليم والثقافة مهما كانت الظروف. كما قال أيضاً: "إن العلماء ورثة الأنبياء". هذا التشبيه يسلط الضوء على المكانة الرفيعة التي يتمتع بها أهل العلم بين الناس وكيف يمكن لهم بنشر رسالة الدين ورعايتها بعد رحيل الأنبياء.
بالإضافة لذلك، حث الإسلام بشدة على البحث عن الحقيقة والمعرفة دوماً. فالجهل قد يقود إلى الخطأ والعواقب الوخيمة؛ بينما يحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن "علم بلا عمل باطل وعمل بلا علم غير مقبول." بالتالي، فإن الجمع بين العمل الجاد والممارسة العملية مع الاستمرارية في التعلم أمر أساسي للتقدم الروحي والعلمي.
وفي الأخير، نجد أن القيمة المركزية للعلم ليست فقط تحديث المهارات الشخصية ولكن أيضا خدمة المجتمع والإنسانية بشكل عام. فقد روي عن النبي أنه قال: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة"، مما يدل مرة أخرى على أن دفع حدود التعليم والقراءة يعد جزء مهم من الطريق لعبادة الله وتعزيز رفاهية البشر بأكملهم.
بهذه الطريقة، يستطيع المرء فهم عمق وفائدة الحكم الإسلامية المتعلقة بالعلم. فهي تشكل أساساً ثابتاً لنمو الأفراد والجماعات نحو مجتمعات أكثر تقدم وجدارة في عيون الخالق عز وجل.