الحمد لله الذي أتم علينا نعمته، ووفقنا لحج بيته الحرام. إن العودة من الحج هي فرصة للتجديد والتوبة، وهي دعوة للاستمرار في طريق الطاعة والتقرب إلى الله تعالى. في هذا المقال، سنستعرض ما يقال للعائد من الحج، وكيف يمكن أن يكون ذلك تهنئة وتشجيعًا له على مواصلة طريق الخير.
في الإسلام، يُعتبر الحج فرضًا على كل مسلم قادر عليه مرة واحدة في العمر. وهو رحلة روحية عظيمة، حيث يتطهر المسلم من ذنوبه ويقوي إيمانه. وعند عودة الحاج من هذه الرحلة المباركة، من المستحب أن يُهنأ ويُشجع على الاستمرار في طريق الطاعة.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ" (البقرة: 196). وهذا يدل على أهمية إتمام الحج والعمرة، وأنها وسيلة لتطهير النفس وتقوية الإيمان.
عند عودة الحاج من الحج، من المستحب أن يُهنأ بلفظ دال على الاستبشار بقدومه، مثل "الحمد لله الذي سلمك" أو "الحمد لله الذي جمع الشمل بك". كما يمكن أن يُهنأ بالقبول والمغفرة، خاصة إذا كان قد أدى فريضة الحج.
قال القيلوبي -يرحمه الله- في حاشيته على شرح المنهاج: "يندب أن يحج الرجل بأهله، وأن يحمل هدية معه، وأن يأتي إذا عاد من سفر -ولو قصيراً- بهبة لأهله، وأن يرسل لهم من يخبرهم بقدومه إن لم يعلموا به، وأن يقصد أقرب مسجد فيصلي فيه ركعتين سنة القدوم، وأن يصنع له وليمة تسمى النقيعة، وأن يتلقوه كغيرهم، وأن يقال له -إن كان حاجاً أو معتمراً- تقبل الله حجك وعمرتك، وغفر ذنبك، وأخلف عليك نفقتك، -أو غازياً- الحمد لله الذي نصرك وأكرمك وأعزك".
بالإضافة إلى التهنئة، من المهم تشجيع العائد من الحج على الاستمرار في طريق الطاعة والتقرب إلى الله تعالى. يمكن أن يُذكر بأن الحج هو فرصة للتجديد والتوبة، وأن عليه أن يستمر في فعل الخيرات وتجنب المحرمات. كما يمكن أن يُذكر بأن الدعاء لغيره بالمغفرة وإن لم يسأله هو أيضًا من الأعمال الصالحة التي يمكن أن يقوم بها.
وفي الختام، فإن عودة الحاج من الحج هي فرصة للتجديد والتوبة، وهي دعوة للاستمرار في طريق الطاعة والتقرب إلى الله تعالى. ومن المستحب أن يُهنأ العائد من الحج بلفظ دال على الاستبشار بقدومه، وأن يُشجع على الاستمرار في فعل الخيرات وتجنب المحرمات. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لحج بيته الحرام ولتقوى الله تعالى.