تعد الموسيقى لغة عالمية تمتد عبر الزمن والثقافات، وهي قادرة على إيصال مشاعر عميقة ورسائل قوية تجاوز اللغة التقليدية. منذ قرون مضت حتى يومنا هذا، أثارت أقوال الحكماء والفلاسفة والموسيقيين الشهيرة الكثير من النقاش والإلهام حول قوة وتأثير الموسيقى. إليك بعض هذه الحكم التي تعكس جمال وروعة العالم الموسيقي:
- قال لويس باستور، الطبيب الفرنسي والعالم الكبير، "الموسيقى هي ما يبقى عندما يرحل كل شيء آخر." إن عبارته تشير إلى الفكرة القائلة بأن الموسيقى ليست مجرد شكل فني عابر، بل هي جوهر خالد يستمر في التأثير بعد رحيل الأحداث والأشخاص.
- أما الشاعر الأمريكي والت ويتمان فقد وصف الموسيقى بأنها صوت الأرض نفسها، مؤكدًا على ارتباطها العميق بالطبيعة والحياة اليومية للناس. يقول إنه "في موسيقى الحياة نجد أسمى صور حيويتها".
- وفي حديثه عن أهمية الإبداع، أكد المؤلف المسرحي الألماني برتولت برشت على دور الموسيقى باعتبارها وسيلة للتعبير الحر والشعور الإنساني المجرد. كما صاغ مقولة شهيرة تقول "الرقص بدون موسيقى هو خطاب فارغ"، مما يؤكد على ضرورة وجود ترابط بين الفنون لتكوين عمل متكامل ومؤثر.
- هنالك أيضاً قول للفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون يناقش استخدام الموسيقى كوسيلة تربوية وتعليمية. وفقاً له، فإن اختيار الأنواع المناسبة للموسيقى أمر ضروري لإعداد الطلاب الصالحين للحكم والدفاع عن المجتمعات المستقبلية. فهو يرى أنها قد تساعد بشكل فعال في غرس الأخلاق الحميدة والمعرفة لدى الشباب.
- ومن وجهات النظر الحديثة، يمكن الاستشهاد بكلمة المغنية الأمريكية بيونسيه والتي تنصح فيها الجميع بتخصيص وقت للاستمتاع بالموسيقى والاسترخاء والاستماع لها جيدًا بدلاً من كون الأمر مجرد خلفية مزعجة أثناء الأعمال الأخرى. إنها تحث الجمهور على تقدير اللحظات الغامضة التي توفرها تجربة الاستماع الهادئ لمقطوعة موسيقية رائعة.
- أخيرا وليس آخراً، وجه الفنان التشكيلي والنحات الفرنسي بول سيزان رسالة تحديات فيها قدرة الموسيقى على نقل المشاعر المعقدة بطريقة مباشرة وغير معقدة نسبيًا. كتب بأنه "إذا كانت هناك صورة واحدة فقط يمكنك رسمها طوال حياتك، فلن تكون إلا ملاحظات البيانو الخاصة بهايدن". هنا يعترف بصوت هايدن المقنع وكيف أنه قادرٌ على تصوير مجموعة واسعة من الأحاسيس الانسانية بما يشبه الرسم باستخدام طبقات اللون والأشكال المختلفة.
هذه الأقوال تمثل جزء صغير فقط من الأفكار العديدة المتعلقة بموضوع الموسيقى عبر التاريخ البشري. فهي تُظهر مدى تأثيرها العاطفي وفائدتها التربوية وربما أهميتها الدينية أيضًا بالنسبة للأرواح البشرية عبر مختلف الأعراق والحقب الزمنية المختلفة. لذلك تستحق الموسيقى حق الاحترام أكثر كمصدر إلهام ومعيار جمالي ذو قيمة دائمة.