ترك لنا العالم الفذ والفيلسوف البيروني العديد من الحكم والعبارات التي تعكس فلسفته وفهمه العميق للحياة والحكومة والتطور الإنساني. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض أشهر الأقوال والملاحظات التي تركها خلفه البيروني والتي لا تزال تحمل رسالة قيمة حتى اليوم.
- يُشير البيروني إلى طبيعة السلطة السياسية قائلاً: "ليست المسألة ملكًا لتحقيق ثروة شخصية؛ الملك معرض بشكل خاص للأخطار ولهذا يجب عليه تجنب التكبّر والبخل لأنه لا يمكن زيادة القليل ولا زوال الكثير". هذه الجملة تكشف فهمه الدقيق لدور الملك كمسؤول وليس كمالك شخصي.
- يشدد البيروني أيضًا على أهمية التعليم والعمل الأخلاقي عندما يقول: "مدارسة أخلاق الحكماء تخلق سنة حسنة وتقتل البدعه سيئه." هنا يحث البشرية على بذل الوقت والجهد لفهم ومعرفة الاخلاق الحميدة واستخدام ذلك لإرشاد الآخرين نحو طريق الحق والخير.
- ويتطرق إلى الظروف الاقتصادية عند مقارنة العلماء والأغنياء موضحاً سبب تجمع الأول بكثرة أمام أبواب الأخير رغم عدم رغبة هؤلاء الأخيرين في الاقتراب من عالم المعرفة والتحصيل الأكاديمي. ويعزو السبب بأنه بينما يفهم العلماء كيفية التعامل مع الأموال، ليس لديهم معرفة بنبل العلم والمعرفة.
- يستخدم الشعر للتعبير عن أفكار عميقة كما نرى في إحدى قصائده الظاهرة للقراء:
"إذا كنتم ستسمحون بطلوع الشمس عليكم فلا تغفلوا عن اناسكم تحت ظلال الاعشاش، فأنتُمْ كل شئ ونحن مجرد جزء صغير مِنَ الأعضاء الحيوِيهِ التي تساهم بمجموعها لتكوين الجسم المتكامل." وهذه القصيدة هي دعوة للاستفادة من الجميع بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية لأن النمو الحقيقي يتم فقط عبر العمل الجمعي والتفاعلات المتبادلة بين جميع الأفراد داخل المجتمع الواحد.
- وكان للعناية بحفظ التاريخ نظره مختلف حيث ذكر بأن :"كل ما يتصل بأصول خلق الانسان وحالات القرون القديمة يخلو تقريبًا مما يسمى بالمصداقيه بسبب طول الفترة الزمانية منذ تلك الاحداث ومفارقة عصرنا الحالي لها بشدة إضافة لقصور مؤرخينا القدامي قدرة حفظ ودقه نقل الوقائع المؤلمة لذلك جاء قوله عز وجل 'الايعلموا ان الله يعلم' ليبرهن سوء حالة الرواية وعدم دقه نقل الماضي ".
- ومن خلال حكمته الخاصة، قدم رؤيته الشخصية للدراسة والاستعداد للمستقبل: "العاقل يرغب بإدارة نفسه حالياً بما يكفيه ولم يعد يولي اهتمام كبير بشأن التفكير بالأيام المقبلة"، وهو يعني بذلك أنه يجب اتخاذ القرارات بناء على الوضع الحالي وعلى أساس اليقظة الذاتيه لحاضر الانسان وليست متطلباته المستقبليه .
هذه مجموعة محددة من حكم ومعتقدات البيروني المجرد منها علم الآثار والجغرافيا وغيرهما من المواضيع الاخرى المرتبطه باستعماله الشامل للمعارف المختلفه دراسات علوم الرياضيات والفلك والكيمياء وصناعة الأدوات المختلفة بالإضافة لمختلف جوانب الحياة الأخرى وذلك حسب منظور صاحب الكتاب الأكثر شمولية وتعطي فكرة واضحه عن مواقف ورؤى رجل دولة وفقيه بارع مثل ابن يونس الدينوري والذي عرف باسم البروني -أو البرونی-.