قبل انطلاق الرحلة، قلب يغمر بالشوق والفراق، شعور مختلط بالأمل والتحديات، هو حالة المسافر. إليك بعض النصائح والكلمات الدافئة التي قد تساعد في تخفيف وطأة الفراق وتجعل الرحلة أكثر سهولة وإثمارا:
ستمضي أياما بلا رؤيا، ولكنه وقت لإعادة التفكير والنظر فيما حولنا بشكل جديد. استغل فرصة السفر لتحقق ذاتك واكتشف آفاقا جديدة. قال الشاعر: "سافِرْ تَجِدْ عوضاً عمَن تصاحِبكُ" [الشاعر: أبو العتاهية]. تعلّم من التجوال وزراعة الذات خلال الأوقات الصعبة. إنها طريق للتطور الشخصي والإعداد لعلاقات أفضل لاحقا.
لن تكون وحدك؛ لأن ذكريات المحبوبين سترافقك دوما. يقول الشاعر أيضا: "إن ساغ طاب وإن لم يجَر لم يطِب". ليست هناك حاجة للاستقرار الثابت مثل بركة المياه الراكدة. حياة الإنسان مليئة بالحركة المستمرة، وهي جوهر الحياة نفسها. فلا تخف من الغربة - فقد تتغذى كل الأشياء الجميلة بسبب الحركة والتنوع.
استعن بالدعاء والصلاة أثناء غربتك. دع الله يحفظكم ويسدد خطاكم. احفظوا مكانتهم في قلبكم واستمدوا القوة منهم عبر ذكر أسمائهم وبث الأفكار لهم باستمرار. كن مصدر قوة لهم بينما تمثل رمز آمالهم وانتصاراتهم الخاصة بهم عندما يعودون بانتصار إلى أرض الوطن.
بالرغم من صعوبة مغادرة الأحباب، إلا أنها فقط مرحلة مؤقتة نحو النهاية الأكثر إشباعا. عبّر عن حبك ومشاعرك تجاه أحبائك قبل الانطلاق وسجل تلك المشاعر لنرتشف منها مستقبلا. تأكد بأن رسائل الحب والدعم ستواصل التواصل بينكما بغض النظر عن مسافة المكان الفعلية!
ختاماً، فإن الرحلات أثبتت أنّها فرص عظيمة للنمو الروحي والمعرفي بالإضافة لتأسيس روابط أقوى والتي تعتبر إحدى أهم نتائج عملية المغادرة لفترة زمنية محدودة وغير متصلة ارتباطياً بمحيط المعارف التقليدية الشخصية . فلنعامل هذه الظروف بروح مثالية ومتفائلة ونحن نقرر الاغتراب المؤقت والذي سيرفع مستوى عزيمتنا وعزمنا لبداية جديدة ومشرقة للأفق المنشود وفق رضا الله سبحانه وتعالى.