قبل انطلاق المسافر في رحلته، هناك العديد من الأدعية والأقوال التي يمكنه أن يحفظها ليحمي نفسه ويطلب البركة والعون من الله عز وجل. ومن بين هذه الأقوال: "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"، وهي دعوة تستمد القوة والثقة بالنفس والإيمان الراسخ بأن كل الأمور تحت سيطرة الخالق. كما يمكنه قول "حسبي الله ونعم الوكيل"، للتأكيد على ثقته الكاملة في رعاية الرب وحسن تدبيره للأمور.

عند بداية الرحلة، يعد الدعاء التالي مستحبًا جدًا: "اللهم إني أسألك خير المبدأ والخير في العمل وخير المنتهى". هذا الدعاء يجسد الرغبة في الحصول على الخير بدايةً وانهاءً خلال تلك التجربة الجديدة. كذلك، قد يقول المسافر: "ربّ اركبني في سفينة ناجية واجعل يديك عليَّ عونا وتحت قدمي ثباتا وارزقني فيها رزقا حلالاً وطهرها من الشيطان الرجيم". وهذا تعبير واضح عن طلب الهداية والحماية الإلهية أثناء التنقل عبر البحار والمياه المفتوحة.

عندما يعود المسافر إلى دياره سالماً غانماً، فمن الجميل له أن يشارك الآخرين تجاربِه ويتذكر فضائل الإسلام في العودة الآمنة. أحد أشهر التعابير المستخدمة عند الوصول هو: "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور". هنا يشكر المرء ربّه ليس فقط على سلامته الشخصية ولكن أيضا لأنه قاده للحياة مرة أخرى بإرادته وعظمته. بالإضافة لذلك، فإن قوله تعالى: "وَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَىٰ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ وَبَشِّرْ أَهْلَهَا بِمَآءٍ عَيْنٍ " [الأنبياء :87] ، يقصد بها البشارة بالحصول على الماء الصافي والسليم والذي يعد هدية عظيمة خاصة للقادمين من رحلات طويلة ومحفوفة بالمخاطر. إنها رسالة تقديس للإرادة والقوة الروحية التي تحمل الفرد حتى النهايات الطيبة مهما كانت الظروف صعبة.

ختاماً، إن ذكر هذه المقولة القرآنية عند الانتهاء من الرحلة سيكون ذا أهمية كبيرة للغاية وهو عبارة عن امتنان للشكر والنصائح العملية الهامة أيضًا؛ إذ تقول:"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون." هذه الآية تنصح الناس بتقدير مواقف الحياة المختلفة وفهم أنها قد تكون مصدر معرفة جديدة وقدرات مكتسبة لم تكن متوقعة أبداً - تماما كما يحدث غالبًا أثناء القيام برحلة سواء أكانت قصيرة أم طويلة!