كبرياء الذات.. الشموخ بين الحقيقة والمبالغة

التعليقات · 3 مشاهدات

الكبرياء شعور إنساني طبيعي يعكس الثقة بالنفس واحترامها، وهو جزء من الشخصية الإنسانية منذ القدم. يعتبر الشاعر العربي القديم "الحلاج" كبريائه قدرًا كريم

الكبرياء شعور إنساني طبيعي يعكس الثقة بالنفس واحترامها، وهو جزء من الشخصية الإنسانية منذ القدم. يعتبر الشاعر العربي القديم "الحلاج" كبريائه قدرًا كريمًا عندما قال: "أنا الحق، أنا العزيزُ". ولكن كيف ننظم هذا الشعور بشكل صحيح حتى لا يتحول إلى مظهر سمج من الغرور؟

إن الفارق بين الكبرياء والغرور يكمن في الرؤية المتوازنة للحياة والتواضع. الشخص الكيّس يعرف قيمة نفسه ويعامل الآخرين باحترام دون التقليل منهم. أما الغرور فهو نوع من الاستعلاء الزائد، يؤدي غالبًا إلى عزل صاحبَه ويجعله غير قادر على التعلم والنظر بموضوعية في آراء الآخرين.

في الثقافة الإسلامية، يُشجع المسلمون على الاعتزاز بأنفسهم وبأصولهم العربية والإسلامية، لكن مع الاحتفاظ بالتواضع وحسن الخلق. كما ورد في القرآن الكريم: "وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا" [الإسراء:37]. هذه الآيات تحث المسلمين على التحفظ وعدم استعلاء النفس على الآخرين.

النموذج الأمثل للكبرياء النبيل هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد كان متواضعًا للغاية رغم مكانته العظيمة ومعجزاته الواضحة. حتى أنه كان يغسل ثوبه بنفسه ويخدم صحابته. هذا النوع من الإعلاء الصحيح لنفسه لم يقود إلى غرور بل جعله رمزاً للتسامح والقوة الروحية.

وبالتالي فإن مفتاح الكبرياء الصادق تكمن في القدرة على تقدير ذات المرء بطريقة توازن بين الاعتراف بإنجازات الإنسان وتقديره لهم وفي نفس الوقت عدم الوقوع ضحية للغرور والاستعلاء.

التعليقات