عبر الزمن: حكم ومواعظ حول زوال الدنيا

التعليقات · 4 مشاهدات

الدنيا كالسراب تبهر العيون ولكنها سرعان ما تزول، وهي مثل الظل يرافق الفرد حتى آخر نفس. هذه المقولة المستمدة من حكمة القرآن الكريم تؤكد لنا بطريقة رمزي

الدنيا كالسراب تبهر العيون ولكنها سرعان ما تزول، وهي مثل الظل يرافق الفرد حتى آخر نفس. هذه المقولة المستمدة من حكمة القرآن الكريم تؤكد لنا بطريقة رمزية عميقة أهمية النظر إلى الحياة بواقعية وعدم الانجرار خلف متاعها المؤقت. يقول الله تعالى في كتابه العزيز "ما في الدُّنْيَا إلّا مِثْلَ مَأَكِلٍ لَّا يُسَبِّحُونَهُ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ مُبْتَدِئاً"، مما يدلل على مؤقتيتها وسرعة اختفاء جمالها ورونقها.

الحياة الدنيا رحلة قصيرة مقارنة بما بعد الموت، وبالتالي فإن الاستعداد للقاء الخالق يجب أن يكون محور كل فرد. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون". هذا يعني أنه بغض النظر عن طول إقامتنا هنا، يجب علينا دائماً البحث عن التوبة والاستقامة قبل الغد القريب الذي سنترك فيه كل ما لدينا خلفنا.

في الإسلام، الحث على البعد عن شهوات الدنيا وتذكر النهايات هو جزء رئيسي من تعاليم الدين. فقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «إنَّ الدنيا حلوة خضرة، وإنَّ اللّه مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون»، معبراً بذلك عن هشاشة وضبابية مجريات الأمور هنا أسفل الأرض.

وفي الختام، بينما نستمتع بالمباهج الموجودة أمامنا الآن، ينبغي أن نضع نصب أعيننا عبارات مثل تلك التي جاءت في الحديث القدسي: "مالِكَ دينارٍ غداً له سلبه إلا إن تصدق به..". وهكذا، يتم تشجيع المسلم لمشاركة ثرواته وأعماله الصالحة بدلاً من حفظها للنفس فقط، لأن ما يحصله الإنسان قد يعود إليه يوم القيامة بشكل مختلف تماماً. إنها دعوة للتوازن بين المتعة والعيش اليومي والإعداد للمرحلة التالية الآتية بلا شك.

التعليقات