في رحلة الحياة البشرية الطويلة والمعقدة، يصادف الإنسان مختلف أنواع الأشخاص الذين قد يكونون مصدر إزعاج أو ضيق بسبب تصرفاتهم وسلوكياتهم غير الحكيمة. هؤلاء الأفراد غالباً ما يُعرفون بأنهم "سفهاء". إن التعامل مع هذه الفئة من الناس ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب حكمة وفطنة وحنكة خاصة.
أولاً، الصبر هو مفتاح التعامل مع السفهاء. كما قال الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "الصبر سيف ذو حدين؛ ينتصر به العاقل على الغبي ويستريح منه." هذا يعني أنه عند مواجهة شخص سفيه، فإن الاحتفاظ بالهدوء والصبر يمكن أن يساعد في تجنب المواقف المشحونة والمسببة للتوتر.
ثانياً، تحديد الحدود مهم جداً. من الضروري وضع حدود واضحة منذ البداية للتواصل وتحديد العلاقات بين الأطراف المختلفة. هذا يساعد في منع سوء الفهم والتصعيد المحتمل للمواقف السلبية. يقول أحد الشعراء العرب القدماء: "لا تكن كالسفيه يغضب ثم يأبى الغفران"، مما يشير إلى أهمية قبول الآخر ومعرفة متى وكيف يتم إعادة بناء الجسور بعد خلاف.
ثالثاً، الابتعاد عن الجدال العقيم. غالباً ما يحاول السفهاء جرّك إلى جدالات عقيمة تستنزف طاقتك وعقلك بلا فائدة حقيقية. استراتيجية جيدة هي اختيار عدم الانخراط في مثل تلك المناقشات وبدلاً من ذلك التركيز على النقاط الرئيسية التي تحتاج لإيصال رسالتها بشكل واضح ومباشر بدون مجاملة زائدة لأصحاب وجهات النظر الخاطئة.
رابعاً، التعليم والإرشاد بدلاً من الانتقاد الدائم. رغم كون الأمر قد يبدو غير مستحب لدى البعض، إلا أن محاولة تعليم ولو شيئ بسيط لصاحب الرأي المغلوط قد يؤدي لمزيد من الثقة والتفاعل الايجابي معه مستقبلاً، وهذا يعود بالنفع عليك وعلى المجتمع عمومًا عندما تتخلص الإنسانية من ظاهرة التفكير السلبي والسفه.
وأخيراً وليس آخراً، حفظ النفس والعقل هما أولوية قصوى! إن بذلت كل جهودك لتحسين شخصية سفيه وأنت تضحي بصحتك العقلية والجسدية نتيجة لذلك فلابد من مراجعة حساباتك واتخاذ القرار بحماية نفسك كي تبقى قادرًا على المساهمة بإيجابية داخل مجتمعك وخارجه أيضًا.
ختاماً، تعلم كيف تقدر فضائل تحمل هكذا مسؤوليات وتحسن مهارات التواصل لديك عبر فهم ردود فعل مختلفة تجاه أفكار متنوعة وستكون مؤثر كبير بشكل مفيد لكل حولك وبالتالي تشكل جزء أساسي لإحداث تغيير اجتماعي ايجابي نحو الافضل.
