الفن ليس مجرد وسيلة تعبير، بل هو مرآة تعكس روح الإنسانية وجوهرها. إنه لغة عالمية تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية لنوصل رسائل عميقة ومؤثرة. قدّم العديد من المفكرين والأدباء نظرات فريدة ومتعمقة إلى ماهية الفن وأثرها العميق في حياتنا. إليكم بعض الأبيات الشعرية والنصوص التي تحتفي بجمال الفن وتعبّر عنه بشكل مؤثر:
قال الشاعر العربي أحمد شوقي: "لو كان للفنِ صوتٌ لأسمعتُه... يرنّ بين أسماعنا مثل النغم." هذه الجملة تكشف عن قدرة الفن على التواصل مع النفوس مباشرة، مستحضراً المشاعر والإحساس بروح الإنسان. يشير البيت الشعري هنا إلى أن الفن له تأثير مباشر كالتأثير المباشر للموسيقى عبر الصوت.
تحدث أيضاً النقاد والفلاسفة حول دور الفن في تحسين الحياة البشرية. قال الروائي الأمريكي هنري جيمس: "الفن ليس وسيلة الترفيه فحسب؛ إنه جزء من عملية النهضة النفسية." يعكس هذا البيان أهمية الفن باعتباره أداة للتجديد والتطور الشخصي. فهو يدفع الأفراد لاستكشاف جوانب جديدة من عواطفهم وفهم العالم بطرق مختلفة.
ومن جهتها، رأت الرسامة الفرنسية ماريا بارتولوميو أن "الفن هو اللغة التي نتحدث بها مع الأرواح". تشير هذه العبارة إلى الطبيعة الخفية والمستترة للفن، والتي يمكن فهمها فقط لمن لديه القدرة على النظر أبعد من الظهور الخارجي للعناصر البصرية. إنها دعوة للاستبطان والقراءة الدقيقة للأعمال الفنية.
وفي سياق آخر، كتب المؤلف البريطاني برتراند راسل: "الفن طريق للحياة وليس نهاية لها." يكمن جوهر هذا القول في اعترافه بأن الفن لا ينتهي عند انتهاء العمل الإبداعي نفسه، ولكنه يصبح بدلاً من ذلك مصدر إلهام ودافع لتجارب إنسانية جديدة تستمر مدى الحياة.
وبالتالي، فإن تأملات هؤلاء الكتاب والشعراء تثبت حكمة القول إن الفن يجسد حقاً الجانب الأكثر رقياً وعظمة للإنسانية. فهو يعزز الاتصال الإنساني ويعلمنا التعاطف ويفتح الآفاق أمام فهم جديد للعالم من حولنا.