الأم هي منبع الحب والتضحية النقي الذي لا يعرف الحدود. فهي تحمل أبناءها في أحشائها منذ لحظة الحمل، وتواصل عطائها بعد الولادة بإرضاعهم وحنانها الدائم. إنها تعطي بدون انتظار مقابل، وتهتم برعاية ورعاية أولادها بكل ما تملك من قوة ومحبة.
إن تضحيات الأم تبدأ قبل ولادتنا بفترة طويلة عندما تختار الحياة بدلاً من نفسها لكي تسمو نفوس جديدة. ثم تستمر هذه التضحية خلال سنوات الطفولة والشباب، فهي تعمل ليلاً نهاراً لتوفير احتياجات أسرتها ودعم نمو أبنائها وتعليمهم. حتى وإن واجهتها مشقة وصعوبات مادية وعاطفية، إلا أنها تبقى ثابتة ومتماسكة لتضمن مستقبل هانئ لأولادها.
وفي سن البلوغ أيضاً، يستمر دور الأم كمرشد ومعلم ومعين عند اتخاذ قرارات مصيرية. تقدم النصائح الحكيمة والدعم القوي أثناء مواجهة تحديات الحياة المختلفة. إنها الصديقة المقربة التي يمكن الوثوق بها وتحقيق الهدوء معها والسند الثابت في جميع الأوقات.
والأمثلة على تضحياتها كثيرة؛ فتجد الأم تشجع ابنها الناجح ولا تتوقف يوماً واحد عن دعم ابنتها طالبة العلم والمعرفة مهما كانت العقبات أمام مساعيها. كما تحرص دوماً على سلامتهم وتخلص قلوبهم مما قد يؤذي إيمانهم وأخلاقهم.
في النهاية، يظل ذكرى الجميل للأم هو أقل تقدير لها لما قدمته لنا من رعاية غير مشروطة واهتمام عميق وإيثار مطلق. إن شكر الله سبحانه وتعالى عليها والاستمرار بسلوك طريق البر فيها هما أقل رد جميل لهذه الروح المقدسة.