المنافقون هم فئة محددة وصنف معلوم في الإسلام كما وصفهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فهم الأشخاص الذين يظهرون إيمانهم باللسان ويتسترون كفرهم وعملهم الصالح بالأفعال الخبيثة. هنا سنستعرض بعض الخصائص والأوصاف التي عرفت بها هذه الفئة بناءً على النصوص الدينية الثابتة.
أولاً، تتميز نفاقتهم بأنها خفية وغير واضحة للعوام، حتى الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يعانون لتحديد من هو منافق ومن ليس كذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "في الناس ست خصال إذا وجدن في أحد فهو منافق، وإذا انتقصت منه واحدة كانت فيه خصلة من النفاق.." الحديث متفق عليه. وهذه الخصال تشمل عدم الأمانة فيما يقال وفيما يؤتمن عليه الشخص، وعدم المحافظة على الوعود المتخذة، وكراهية المؤمنين بسبب حب نفسهم وعشق لهموتهم الشخصية.
ثانياً، يتمتع المنافقون بقدرة مدهشة على التزام ظاهر الدين والإظهار للإيمان بينما يخفون عقائد الكفر والخيانة في داخلهم. قال تعالى في سورة البقرة: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ}. هذا المستوى العميق من الغدر والكذب جعل مكانتهم أسفل دركات جهنم حسب الرؤية القرآنية.
أخيراً وليس آخراً، يمكن رصد مظاهر أخرى للنفاق مثل الاستهزاء بالسنة وضوابط الشريعة بحجة الحرية والتطور الحضاري الزائف. أيضاً قد يقوم البعض بتلبيس الحقائق واستخدام الخطابات الإعلامية المنمقة لإخفاء نواياهم الشريرة ومغالطة الجماهير. كل ما سبق يأتي ضمن نطاق النفاق الذي حذّر عنه الرسول محمد ﷺ عندما قال: "آيَاتُ المُنافِقِ ثلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كاذِبًا، وَإِذَا وعَدَ أخلفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ غَدَر".
ختاماً، فإن التعرف على سمات هؤلاء الأفراد أمر مهم جدا لحماية المجتمع المسلم وتطهيره من شرورهم.