• صاحب المنشور: وديع الهلالي
  
  ملخص النقاش:
  

  في خضم جائحة كورونا التي ضربت العالم منذ نهاية عام 2019, لم يقتصر تأثيرها البيولوجي والصحي فحسب، بل امتد لتشمل جوانب أخرى حيويّة مثل القطاعات الاقتصادية المختلفة. ومن بين هذه القطاعات الأكثر تأثراً كان بلا شكّ قطاع السياحة العالمي الذي يُعتبر أحد أكبر المساهمين في الدخل القومي لكثير من الدول حول العالم.

لقد أدى انتشار الفيروس إلى فرض قيود سفر شديدة أثرت بشكل عميق على حركة الطيران الدولية والسياحة الداخلية كذلك. حيث اضطر العديد من البلدان لإغلاق حدودها تماماً أو جزئياً أمام الزوار والرحالة مما تسبب بانخفاض حاد في معدلات الحجوزات الفندقية وتراجع الإنفاق الاستهلاكي للسائحين الذين كانوا مصدر دخل رئيسي للمدن والمواقع السياحية حول العالم.

تأثيرات بعيدة المدى

هذه التغيرات الجذرية في نمط الحياة اليومي للأفراد بسبب إجراءات العزل المنزلي والإرشادات الصحية العالمية جعلت من الصعب تقدير مدى واستدامة تعافي هذا القطاع خلال الفترة المقبلة. ليس ذلك فحسب، وإنما أيضا كيف سيؤثر التحول اللامركزي للعمل والتعلّم عن بعد - نتيجة للحاجة الملحة لاستخدام التقنيات الرقمية - على مستقبل الأعمال التجارية المرتبطة بالسفر والبقاء خارج المنزل لفترة طويلة.

بالإضافة لذلك، فإن التأثيرات الاجتماعية والنفسية المحتملة الناجمة عن فقدان الوظائف داخل صناعة الضيافة والفنادق ومرافق الخدمات المتنوعة قد تؤدي أيضاً لعواقب اجتماعية واقتصادية خطيرة إن لم يتم التعامل معها بحكمة وبرامج دعم حكومية فعالة.

حالات دراسية عالمية متباينة

على الرغم من التشابه العام للتجارب المريرة للقطاع السياحي تحت وطأة الأزمة العالمية، إلا أنه تبقى هناك بعض الأمثلة البارزة لحالات نجاح نسبية. مثلاً، بينما كانت تايلاند واحدة من أكثر البلدان تضررا جراء انعدام تدفق السياح الآسيويين والأوروبيين إليها عادة، فقد استفادت الدولة مؤخرا من زيادة عدد زائري الداخل المحليين.

كذلك الأمر بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي قامت بتطبيق سياسات جديدة لجذب السياح الخليجيين والسكان الموجودين بالفعل ضمن نطاق حدودها الوطنية أثناء فترة السفر المُقيَّدة دوليًا.

استراتيجيات إعادة بناء المستقبل

لمواجهة هذه الظروف غير المسبوقة، يطرح خبراء الصناعة عدة نقاط رئيسيّة للاستفادة منها عند البدء بإعادة تشغيل أعمالهم بأمان وفعالية مرة أخرى:

• تحسين التكنولوجيا: التركيز على تطوير حلول رقمية مبتكرة لتحقيق التواصل المثالي بدون اتصالات مباشرة وتعزيز بروتوكولات السلامة عبر جميع عمليات العمل والاستضافة.

• القيمة مقابل المال : تقديم خدمات ذات سعر مناسب مقارنة بالأوقات الطبيعية حتى يستعيد العملاء الثقة تدريجياً بممارسة نشاطاتهم الترفيهيه خارج المنازل والأماكن المعيشية الخاصة بهم

• الابتكار الإبداعي للإعلام التسويقيُّ-: إنشاء حملات تسويقية فريدة وجذابة تستهدف الجمهور المستهدف بطرق مختلفة ومتجددة دائماً لتحقيق نتائج أفضل وأسرع بكفاءة عالية واحترافيّة ملحوظَة .