يُعدّ عيد الأضحى واحداً من أهم المناسبات الدينية التي تحتفل بها الأمة الإسلامية حول العالم؛ فهو نتاج لإتمام نبي الله إبراهيم عليه السلام لرباطه مع ربه بإرادته القوية والتزامه بتوجيهات الوحي الإلهي. يأتي هذا العيد بعد انتهاء أيام التشريق والتي تتبع مباشرةً لأيام الحج، وتحديداً يوم عرفة الذي يعتبر من أجَلِّ الأيام لدى المسلمين. سنستعرض هنا بعض التفاصيل الهامّة المتعلقة بكلٍ منهما بناءً على تعاليم الدين الإسلامي.
في يوم عرفة، يُشجع المسلمون على الاستعداد للصلاة والاستحضار الفكري للأعمال الصالحات خلال العام السابق. ينبغي عليهم أيضاً الدعاء والتذكير بأنفسهم بأهمية اليوم وأعماله الروحية طوال فترة النهار الطويلة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "خير الدعاء دعاء يوم عرفة". إن الشعائر المرتبطة بهذا اليوم تشمل الخطبة العامة والدعاء الجماعي وغيرها من الأمور الروحية الأخرى.
أما بالنسبة لعيد الأضحى نفسه، فهو يتميز بذبح الأضاحي التي تعد رمزا للتضحية والإخلاص لله عز وجل كما فعل سيدنا إبراهيم عندما كان مستعدًا لتحقيق أمر الرب بالذبح حتى تم تدخل القدر بإsending غزال محل ابنه إسماعيل. يُحرم ذبح هذه الحيوانات قبل صلاة العيد بينما يُسمح بذلك فيما بعد الصلاة وفي ثلاثة أيام فقط بعدها حسب السنة النبوية المطهرة. بالإضافة إلى ذلك، يجدر بنا الأخذ بالحسبان تقسيم لحم الضحية بين الأقارب والأصدقاء والمحتاجين مما يعكس كلاً من روح البركة والجود التي هي جزء أساسي من ديننا الإسلامي.
ختاماً، يمثل عيد الأضحى ويوم عرفة فرصة فريدة للمسلمين لتعميق إيمانهم وممارسة التعاليم المركزية للإسلام مثل التوحيد، التقوى والقرب من الخالق سبحانه وتعالى. ومن خلال فهم ودراسة هذين الحدثين وفق منظور ديني شامل يمكن لنا تحقيق حقيقة حضورهما بشكل أكثر اكتمالا وروعة.
