فيض العبارات: أجمل ما قيل عن جوهر الإخلاص

التعليقات · 2 مشاهدات

الإخلاص؛ ذلك الصفة النبيلة التي تتسامى فوق كل الأمور الدنيوية، والتي تعتبر أساساً أساساً للنجاح والقرب من الله سبحانه وتعالى. عبر التاريخ، أثنى الفلاس

الإخلاص؛ ذلك الصفة النبيلة التي تتسامى فوق كل الأمور الدنيوية، والتي تعتبر أساساً أساساً للنجاح والقرب من الله سبحانه وتعالى. عبر التاريخ، أثنى الفلاسفة والشعراء والأدباء على هذه القيمة العليا بكلماتٍ عميقة وحكمة راسخة. دعونا نستعرض بعضاً مما قيل حول هذا الموضوع الجليل.

يقول الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): "إنّ العملَ ليس بشكله ولكن بخلقه". إنّه يؤكد هنا أنّ الجوهر الحقيقي للإخلاص يكمن في النيّة الخالصة لله عز وجل، وليس فقط في شكل العمل الظاهر. وفي الحديث الشريف، يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن "العملُ بالنية"، مما يدعم فكرة أهمية نوايا الأفراد وتوجه قلوبهم نحو رضا الرب الواحد الأحد.

كما برزت عبقرية الشعر العربي القديم لتتجلى في وصفها للإخلاص بروعة معبرة. قال أبو فراس الحمداني: "وأخلِصْ لربيَّك فلا تهون/ بقلبي حبٌّ إلّا لمولاكم". ها هنا يعكس الشعراء مدى عظم تلك المشاعر الداخلية عندما تكون صادقة ومخلصة تماما له. وهذا يشير إلى ضرورة جعل الهدف النهائي لكل عمل هي خدمة خالق الكون وزوال الذات أمام عظمة خلقه.

وفي الآونة الحديثة أيضا، استمر التأكيد على أهمية الإخلاص وأثره الإيجابي في حياة البشر اليومية. كتب الشيخ محمد الغزالي: "إذا أديت واجبك بإخلاص ستجد آلاف الطرق لتحقيق نجاحات غير متوقعة." تعكس هذه المقولة حقيقة أنه حينما يقوم المرء بمهام حياته بتوجيه وإرشاد إلهيين صرفين -أي إيمان صادق والإقبال على الأعمال بطريقة مخلصة بلا رياء- فإن الامتيازات الروحية والعيش الرشيق سيتبعان دون شك.

ختاماً، بالإخلاص يمكن تحقيق الوئام الداخلي والسعادة المثالية؛ لأنه يجسد سر سعادتنا الحقيقية وطريق صلاح حالنا وسلوك الطريق المستقيم الذي رسم لنا رب العالمين طريق الوصول إليه بالسعي والإتقان وقطع مسافة النفس الأمارة بالسوء ليصل الإنسان إلى هدف سام هو رضوان الرحمن ودرجة المنازل الأعلى من جناته.

التعليقات