• صاحب المنشور: ثريا التونسي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر التكنولوجيا الرقمية المتسارعة، أصبح دور الذكاء الاصطناعي (AI) واضحًا في جميع جوانب الحياة الحديثة. ومن المجالات التي شهدت تغيرات جذرية بسبب AI هو قطاع التعليم. توفر أدوات التعلم المدعمة بالذكاء الاصطناعي فرصًا كبيرة لتعزيز تجربة الطلاب والمعلمين على حد سواء، من خلال تخصيص المحتوى التعليمي وتقديم محاكاة أكثر واقعية للواقع الحقيقي. ولكن مع هذه الإيجابيات تأتي أيضًا تحديات تتعلق بكيفية دمج التقنية الجديدة والاحتفاظ بقيم التعليم الأساسية مثل التواصل الإنساني والمشاركة الفكرية الحرّة. سنستعرض هنا بعض الأدوار الرئيسية للذكاء الاصطناعي في عالم التربية وطرق مواجهة المخاوف المرتبطة بهذه الثورة التكنولوجية.

**1. التحسين الشخصي للمحتوى التعليمي**:

يمكن لأدوات تعلم الآلة (Machine Learning Tools) تحليل البيانات الكبيرة حول الأداء الأكاديمي لكل طالب لتوفير خطط دراسية شخصية مصممة خصيصاً له بناءً على نقاط القوة والضعف لديه. هذا النهج المتمركز حول الطالب يمكن أن يعزز الفهم العميق للمادة الدراسية ويقلل الفجوات المعرفية بين طلاب الصف الواحد. بالإضافة لذلك، يستطيع برنامج ذكي توليد تمارين تدريبية مستوياتها مناسبة لمراحل تقدم الطالب المختلفة مما يزيد فعالية عملية التعلم.

مثال:

برنامج "Duolingo" الشهير لتعليم اللغات استخدم الذكاء الصناعي لتحقيق فهم أفضل لكيفية تعلم المستخدمين الجدد وإنشاء محتوى يتماشى مع سرعات التعلم الخاصة بهم.

**2. المحاكاة الواقعية للتجارب المعملية**:

بالنسبة للأقسام العلمية، يسمح استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والديكوبتينغ ثلاثي الأبعاد برسم بيئات معمل افتراضية حيث يمكن للطلاب القيام بتجارب آمنة بمخاطر صفر بدون الاعتماد الكلي على التجارب العملية المكلفة أو الخطرة. وهذا ليس مفيدا فقط لإمكان الوصول إلى المعلومات العلمية بل أيضا يساهم في ترسيخ المفاهيم النظرية لدى الطلاب بطريقة مرئية وجذابة أكثر مقارنة بالنظر فقط الى الرسومات ثنائية البعد كما كان يحدث سابقاً .

مثال:

جامعة كارنيجي ميلون طورت لعبة فيديو تسمى "EteRNA"، وهي لعبة علم حيويات مبنية على البحث العلمي الذي يتم تقديمه عبر الإنترنت والتي تشجع اللاعبين على حل مشكلات ال DNA باستخدام طرق مختلفة، مما يشكل طريقة ممتازة لاستيعاب موضوعات متعلقة بجينات الحمض النووي الريبوزي المنقول.

**3. الدعم المستمر خارج الفصل الدراسي**:

من خلال مساعدي الصوت المعتمدين علي واجهات اللغة الطبيعية كالروبوتات المنزلية كـ Alexa و Google Home, يتمكن الطلبة الان من الحصول علی اسئله اضافیه بشأن درس سابق أثناء عملهم عليها بنفسهم بعد انتهاء الوقت الرسمي للدروس داخل الصفوف الدراسية الرسمية."Chatbots" ومساعدين افتراضيين آخر يمكن تزويدهم بثروة هائلة من بيانات الاختبار وأفضل الممارسات لمساعدة الأفراد الذين يرغبون بالحصول عل معلومات اضافيه حول المواضيع التى مهتم بها وبذلك سوف يحسن مستوى تحصيلتهم الذاتيه ويصبح لديهم قدر أكبر للإستقلال فيما يتعلق بالإلتزام تجاه أعمالهم الأكاديميه الشخصية الخاصة بكل واحد منهم بعيدا تماما عما إذا كانت هنالك جلسات حضورية أم لا!

مثال:

"TutorMe", خدمة تعليم رقمي تضمين روبوتات محادثة تعمل كمحاورين أكاديميين اونلاين متاحه للحوار مع العملاء عند طلب المساعده التعليميه

**التحديات والأولويات**:

على الرغم من الفوائد العديدة للتعليم مدعم بالذكاء الصناعي ، إلا أنه ينبغي الاعتراف بالمخاوف المحتملة أيضاً : فقد يؤدي تفضيل وسائل الاتصال غير البشرية الي تفاقم الشعور بالتباعد الاجتماعي والعزلة بين الافراد خاصة ف