يحتفل الشعب الإماراتي كل عام بيوم عزيز وغالي، وهو يوم الاستقلال الذي يرمز لقوة الوطن ونجاح ثورته المتشددة نحو الحرية والاستقلال. هذا اليوم المبارك ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو رمزٌ للأمل والتقدم والأثر الدائم للجهود المبذولة لتحقيق الحلم الكبير.
عندما ننظر إلى ماضي الدولة، فإننا نواجه قصة ملحمية تتخللها قصص البطولات والإصرار التي شكلت مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة. بدأ المسار الطويل للاستقلال بمقاومة شرسة ضد القوى الأجنبية، حيث استلهم السكان روح الوحدة الوطنية والشجاعة لمواجهة التحديات. هذه الروح الجماعية هي أساس النصر عندما حققت البلاد استقلالها أخيرًا بعد سنوات طويلة من الضغط والمناورات السياسية المحسوبة.
ولعل ما يصنع الفارق أكثر بين الماضي والحاضر هو قدرة دولتنا على التحول بسرعة كبيرة إلى قوة اقتصادية واجتماعية هائلة. تحت قيادة الحكماء البنّاءين مثل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طورت الدولة نظاماً سياسياً جديداً يقوم على الرؤية الثاقبة والابتكار المستمر. إن تحقيق الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي جنباً إلى جنب مع الاهتمام بتعليم المواطنين وتنمية المجتمع يعد شاهداً حياً على نجاح خطتنا الشاملة للحكم الراشد والسعي نحو الرقي.
إن الاحتفال بالاستقلال يجسد كذلك أهمية تراثنا الثقافي الغني ومستقبلاً مشرقاً يسعى لإيجاد توازن بين تقليدنا وأسلوب حياتنا الحديث. فالانتقال من حياة البدوي التقليدية إلى مجتمع حديث محترم ومتطور يعكس المرونة الهائلة للشعب الإماراتي وطموحه الواضح لعصر أفضل لأجياله المقبلة.
وفي ختام حديثنا، نتذكر دائماً بأن يوم الاستقلال ليس فقط لحظة فخر ولكن أيضاً نقطة انطلاق لاستمرار العمل والعطاء. إنه دعوة لمواصلة بناء مؤسسات وطنية أقوى واقتصاد مزدهر وحياة كريمة لكل مواطن إماراتي. وبذلك نحافظ على نور الاستقلال مضاءً ونزرعه كإرث خالد لأطفال الإمارات ومن سيأتي لاحقاً لنتميز دوماً كدولة مستقلة ذات سيادة تعيش في سلام واحترام عالميين.