- صاحب المنشور: ماهر بن إدريس
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحديث، أصبح من الصعب فصل حياتنا اليومية عن العالم الافتراضي. التكنولوجيا، بكل أشكالها وأدواتها المتنوعة، تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل تجاربنا اليومية وتؤثر بشكل كبير على صحتنا النفسية. بينما يمكن لهذه الأدوات التقنية تقديم فوائد عديدة مثل التواصل الفوري مع الآخرين، الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة عالية، وتمكين التعليم والعمل عن بعد، إلا أنها تحمل أيضًا العديد من المخاطر المحتملة التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة إذا لم يتم استخدامها بحذر.
الفوائد والتطبيقات الإيجابية للتكنولوجيا على الصحة النفسية:
- الوصول السريع للمساعدة: توفر التطبيقات الإلكترونية والخدمات عبر الإنترنت فرصاً متعددة للحصول على دعم نفسي. تتيح هذه الخدمات الاستشارة المجانية أو المدفوعة الأجر، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من البرامج والألعاب العلاجية المصممة لتوجيه الأفراد الذين يعانون من القلق والاكتئاب وغير ذلك من اضطرابات الصحة النفسية الشائعة. تُعتبر هذه المنصات مفيدة خاصة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في طلب المساعدة مباشرة بسبب وصمة العار الاجتماعية المرتبطة بالمشكلات الصحية النفسية.
- تعزيز الروابط الاجتماعية: تعتبر الشبكات الاجتماعية ومنصات التواصل الاجتماعي أدوات فعالة لإنشاء علاقات اجتماعية جديدة والحفاظ عليها. فهي تسمح للناس بالتواصل مع أصدقائهم وعائلاتهم بغض النظر عن المسافات الجغرافية، مما يساعد في تخفيف الشعور بالإحباط والعزلة الذي قد يؤثر سلبًا على الحالة النفسية للإنسان. كما توفر هذه المنصات مساحات آمنة ومحفزة لإطلاق المواهب الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس لدى مستخدميها.
- توفير موارد تعليمية غنية ومتنوعة: يُسهل الانترنت البحث والاستكشاف المستمر لكل جوانب المعرفة البشرية تقريبًا؛ حيث يتيح الوصول الفوري لأحدث الدراسات العلمية حول موضوعات مختلفة تتعلق بصحة الإنسان العامة والنفس منها تحديدًا. هذا الأمر يساهم بشكل مباشر في رفع مستوى الوعي العام بشأن مختلف الأمراض الذهنية وطرق التعامل معها بطريقة علمية مدروسة.
مخاطر استعمال التكنولوجيا وانعكاساتها الضارة على الوضع النفسي:
- الإدمان الرقمي: يعد إدمان وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة مصدر قلق متزايد بالنسبة لصحة الإنسان النفسية والجسدية كذلك. يقضي الكثير من الأشخاص ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية متجاهلين احتياجات أجسامهم الأساسية كالنوم الكافي والتغذية المناسبة وممارسة الرياضيات. وقد يؤدي الانغماس الزائد بهذه البيئة الاصطناعية باستمرار إلى تضخم نوبات الغضب والإجهاد العقلي وخفض القدرة على التركيز وقضاء وقت أقل مع العلاقات الحقيقية خارج نطاق الشاشة.
2.معلومات مضلّلة وانتشار الأخبار المفبركة: تعد تلك المشكلة واحدةٍ من أكبر تحديات عصرنا الحالي والتي أثرت تأثيرات جذرية عميقة داخل المجتمع العالمي بأجمعه ليس فقط فيما خص الجانب الصحّي بل وفي مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة أيضاَْ! وعلى الرغم ممّا تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي كميزة تمكينية لعرض وجهات نظر واسعة ومتنوّعة بشأن أحداث عالميّة هامة إلا إن وجود محتوى غير دقيق وشائعات انتشرت بكثرة خلال السنوات الأخيرة جعل منه مجال خطر يستهدف سلامة أفكار الناس واحتشاد ذواتهم العاطفية تجاه قضاياهم الخاصة وقضايا الآخرین المحورية الأخرى أيضاً. وهكذا فقد زادت احتمالية انتشار الخوف وفقدان ثقة الجمهور بمصدر المعلومة الأصلحي وفق دراسات حديثة راجعتها هيئات علمية محترفة .
- زيادة الضغط الاجتماعي مقارنة بالحياة الطبيعية: يلقي الواقع الافتراضي ضوءًا مكثَّفا عليهم ولا يجوز الحكم عليه بأنه صورة مثالية بدون أي نقائص أو سلبيات لأنه اعتقاد