على الرغم من عدم وجود كتاب مخصص يجمع الأقوال الصحيحة المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلا أن هناك العديد من المصادر التي تذكر أقواله وحكمه. من بين هذه المصادر، كتاب "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" لابن حبان رحمه الله تعالى، وكتاب "بهجة المجالس وأنس المجالس" لابن عبد البر رحمه الله تعالى.
يجب التنويه إلى أن بعض الأقوال والحكم المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد تكون غير صحيحة أو موضوعة. على سبيل المثال، الحديث الذي ينسب إلى علي رضي الله عنه: "أنا مدينة العلم وعلي بابها"، هو حديث لا يصح من جميع طرقه، وقد نص غير واحد من أهل العلم على ذلك، وأكثرهم على أنه موضوع.
من المهم أن نلاحظ أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان من أولياء الله الصالحين، ومن الأئمة المهديين، وهو رابع الخلفاء الراشدين. لا يحبه - الحب المشروع - إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. ومع ذلك، فإن المغالاة فيه أو في أي ولي آخر من أولياء الله لا تجوز، والغلو في محبة الصالحين يوقع في البدعة ويجر إلى الشرك.
فيما يتعلق بالصلاة أو السلام على علي رضي الله عنه عند ذكره، فقد تقدم في إجابة السؤال رقم (151400) أنه لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه أو أحد من الصحابة بالصلاة أو السلام عليه عند ذكره. وذلك لأمور عدة، منها عدم الدليل على التخصيص، وأنه يوحي بأفضليته على غيره، وقد يوجد من هو أفضل منه كما هو الحال مع علي وأبي بكر وعمر.
في الختام، يجب أن نكون حذرين عند نقل الأقوال والحكم المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن نعتمد على المصادر الموثوقة والمتفق عليها بين أهل العلم.