- صاحب المنشور: سهام بن عثمان
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المترابط والمتنوع ثقافيًا، يبرز التسامح الديني كقيم أساسية تساهم في تعزيز السلام الاجتماعي والاستقرار. هذا القيمة ليست محصورة بمجال ديني واحد؛ بل هي رسالة مشتركة بين جميع الأديان تقريبًا، حيث تشجع على الاحترام المتبادل وتقبل الآخر المختلف. الإسلام، الذي يُعتبر أحد أكبر الديانات العالمية من حيث عدد الأفراد، يؤكد بشدة على أهمية التعايش السلمي مع الأقليات الدينية والمذاهب المختلفة داخل الدين نفسه وخارجه. يقول الله تعالى في القرآن الكريم "لا إكراه في الدين" [سورة البقرة، الآية 256]. هذه الآية تعتبر أساسًا لمبدأ الحرية الدينية واحترام الاختلاف.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من العقائد الأخرى تضم نصوصًا مماثلة تدعو للتسامح وقبول الآخر. المسيحية، مثلاً، تزعم بأن الحب والإخاء يشمل الجميع بغض النظر عن خلفياتهم الدينية. أما اليهودية فتشدد أيضًا على ضرورة المحبة والتواصل الإيجابي مع الناس حتى لو كانت معتقداتهم مختلفة.
إن الزمن الحالي يحتم علينا أن ننظر بعين الاعتبار لهذه القيم الروحية التي تحثنا على الانفتاح والحوار البناء. فالعصر الحديث مليء بالتحديات التي تستوجب منا العمل سوياً نحو مجتمع أكثر تسامحاً وقبولاً للأفكار والمعتقدات المختلفة. وهذا يتطلب جهوداً جماعية ومستمرة لتفعيل القوانين الحكومية التي تضمن حقوق حرية العبادة لجميع المواطنين وكذلك حملات توعوية تهدف لإعادة ترسيخ مفاهيم الرحمة والعطف كمكونات رئيسية لشخصياتنا الأخلاقية والإنسانية عموما.
وفي الختام، يمكن القول إن تجسيد روح التسامح ليس مجرد شعار ولكن هو طريق حقيقي للحياة الكريمة لكل البشر حول العالم. وهو ليس مسؤوليتنا كمؤمنين فحسب ولكنه أيضاً واجب اجتماعي يجب القيام به لمنع الصراعات وعدم الاستقرار الناجم عن عدم الفهم أو التحيز تجاه الأشخاص الذين يعيشون ضمن نفس النظام السياسي والدولي معنا.