الحب، ذلك الشعور الجميل والعميق الذي يمثل ركيزة أساسية في حياة الإنسان. إنه ليس مجرد مشاعر مؤقتة ولكنها قيم سامية ورسائل أخلاقية عميقة يمكن تعلمها وتطبيقها بشكل مستمر. وفي الثقافة العربية والإسلامية تحديداً، يتم تناول الحب بطرق متعددة غنية بالمعاني والدروس القيمة. إليكم بعض الحكم والمواعظ المؤثرة التي تعكس هذا الجانب العظيم من الحياة الإنسانية:
- يقول الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "الحب ثلاثة أنواع: حب الدنيا الذي هو سبب النار، وحب النفس الذي هو سبب الضلال، وحب الله الذي هو سبب الجنّة". هذه المقولة توضح مدى أهمية توجيه مشاعر الحب نحو ما يقرب إلى الخير والسعادة الأبدية.
- بينما يشير الشاعر العربي أبو نواس عندما ينصح قائلاً: "لا تحسبنّ الحبَّ هواً وجدّا *** فكلُّ الهوى إذا انتهى فهو هوان"، فهو يدعو إلى عدم تضخيم المشاعر الرومانسية فقط معتبرًا إياها مصدر الوجود والحياة كلها، بل الحفاظ عليها كجزء مهم ضمن حياتك العامة المتوازنة.
- وبينما يتحدث الفيلسوف ابن سينا عن طبيعة الحب قائلاً: "الحب نعمة سماوية من عند الخالق عز وجل وهي دلالة على وجود قوة خفية تجمع بين النفوس"، يعزز الاعتقاد بأن المحبة ليست مجرد ارتباط جسدي ولكن علاقة روحانية عميقة ومقدسة أيضاَ.
- أما قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود فقد ترك بصمة واضحة حين قال: "إنما المؤمن مرآة أخيه"، مما يعني أنه كما تنعكس صورتنا أمام المرآة، كذلك ينبغي أن تكون صداقتنا ومحببتنا للأشخاص الآخرين؛ تعكس صورة حقيقية صادقة لما يحمل قلب الشخص تجاه محبيّه وأصدقاؤه حقا وليس مجاملة وزيف الظاهر.
- ونصل بنا الحكمة العربية هنا لتأكيد ضرورة الانفتاح والتسامح خلال الأمور القلبية أيضاً عبر تأكيدات أمير الشعراء أحمد شوقي الشهيرة والتي تقول: "إذا أحببت شخصًا فلا تسخره إن كان لك فيه فضله وإن لم يكن لك فيه فضل فلست تستحق محبته." وهذه دعوة للانفتاح وعدم التعالي حتى أثناء تدفق الأحاسيس الجميلة للحب.
- ويختتم حديثنا بسطور رائعة لأحمد زكي أبو شادي تحمل رسالة جامعة للشباب العرب المتعطش للعلم والقيم الراقية: "اعرف نفسك قبل أن تعرف العالم، واحتقرها بعد معرفتها"، وهذا يعني الاستيعاب الذاتي والفهم الداخلي ومعرفة الذات أولاً ثم فهم الآخرين بناء عليه وهو أمر أساسٍ لحالات روحية صحية خاصة بالحالات القلبية المجربة مثل الصداقة والحب وغيرهما الكثير!
وفي الأخير نتذكر دائماً مقولة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- والتي تعد خلاصة كلام كثير منها:" أنا لا أبني إلا على اليقين وعلى النظر.. فإن رأيت شيئاً حسنًا فعلتُه وإلا تركته”. لذلك يبقى اليقين والمعرفة هما مفتاح حل كافة المسائل بما فيها تلك المتعلقة بمجال العلاقات الشخصية كتلك الخاصة بالعشق والحبيب والصديق!.