كان محمود درويش رمزاً للشعر العربي الحديث, وقد ساهم شعره بشكل عميق في تعزيز الفكر والثقافة الفلسطينية. من بين المواضيع التي تناولها بكثرة، كان الحب والحياة, وهما الموضوعان الذين يمكن القول أنهma هما الأروع في كتاباته. سواء عبرت كلماته عن حبه للوطن أو للطبيعة أو حتى للحبيب عينه، فقد ترك بصمة مميزة لن تصبح غير قابلة للنسيان في تاريخ الشعر العربي.
في العديد من القصائد، يظهر دور الطبيعة كرمز للحب الحقيقي والمستمر. "عاشق الريح"، مثلاً، هي قصة رجل يعشق الطبيعة ومواسمها المتغيرة، وهذا العشق يُعتبر نوعاً من الاستعارة لحب عميق وأبدي. يقول في إحدى أبيات هذه القصيدة: "أنا عاشقٌ لِلعَينِ الصَّافِيَّةِ/ وعاشِقُ الرِّيحِ المُرْسِلَةِ". هنا، يصف شوقه إلى العالم الخارجي بطريقة تدل على حب داخلي هائل لا يستطيع وصفه إلا بالحب الكبير للتاريخ والكون نفسه.
كما اهتم أيضًا بشخصيات فردية في حياته الخاصة، مثل حبيبته كاميليا وجانيت ميلز. لكن أكثر ما برز هو صورته الخاصة للحب الوطني فلسطين. في قصيدته الشهيرة "جدارية الأرض العربية": "أرض تنبت الحنظل وتبكي النخل / أرض تقبل الموت بلا غضب ولا تسأل / أرض كأنها أم لك يا وطني الغالي." تجلت فيه مشاعره العميقة تجاه وطنه وشعبه.
بالإضافة لذلك، يحتوي شعر درويش على الكثير من الرسائل حول أهمية الحياة في كل أشكالها - الفرحة بالحياة اليومية الصغيرة وكيف يمكن أن تكون مصدر قوة للروح البشرية. وفي ذلك قال: "الصبر جميل ولكن ليس أجمل من الانتصار." وبالتالي فإن رسالة عشق الحياة تتغلغل بعمق في معظم أعمال هذا الفنان الكبير.
إن جمال كلمات محمود درويش يكمن جزئيًا في قدرته على جعل المستمع يشعر بأنه جزء مباشر مما يحدث؛ فهو يستخدم اللغة لتوصيل الأفكار وليس مجرد نقل الحقائق الباردة. إن قراءة قصائده ليست فقط تخلق صورة ذهنية جميلة، بل إنها أيضاً رحلة داخل عالم مظاهر الوجود الإنساني والعاطفة الجبارة التي تأسر القلب.