الألفاظ الطيبة التي نستخدمها عند التوديع ليست مجرد عبارات روتينية نقولها لننهي يومنا؛ بل هي تعكس مدى تقديرنا واهتمامنا بالآخرين. واحدة من أكثر هذه العبارات شيوعاً هي "تصبحون على خير"، والتي تعتبر رسالة ودّاع تأخذ مكانة خاصة في الثقافة العربية والإسلامية. لها تأثير قوي يمكن أن يؤدي إلى بيئة اجتماعية أكثر سلاماً وتوازناً.
هذه الجملة البسيطة تحتوي ضمن طياتها العديد من الرسائل غير المعلنة. أولاً، إنها دعوة للراحة والاسترخاء بعد يوم شاق. ثانياً، تشجع على التفكير الإيجابي وأن ينام الشخص وهو يشعر بالأمان والسعادة. بالإضافة إلى ذلك، فهي تعزز الشعور بالترابط الاجتماعي والتقدير المتبادل بين الأفراد.
في الإسلام، يُشاد كثيراً بتحية المسلم لأخيه حين لقاءه قائلاً "السلام عليكم". وبالمثل، فإن قول "تصبحوا على خير" قبل الانفصال يعتبر جزءاً أساسياً من الروتين اليومي للعائلة والمجتمع. إنه يعكس الاحترام الأخلاقي والديني ويُظهر الرغبة في تحقيق الخير والرحمة للمحيطين بنا.
بعيداً عن الجانب الديني والأخلاقي لهذه العبارة، هناك دراسات نفسية تؤكد أهميتها أيضاً. فقد ثبت علمياً بأن استخدام اللغة الودّاعة والعطف قد يخفض مستويات القلق والتوتر لدى الأفراد. هذا يعني أنه حتى وإن لم يكن الشريك يستمع فعلاً لما تقوله عندما تطمئن عليه قبيل النوم، إلا أن الفكرة نفسها قد تُحدث فرقاً كبيراً في صحته النفسية والجسدية العامة.
ختاماً، بينما نحتفل بكلمة بسيطة مثل "تصبحون على خير"، يجب علينا أن نتذكر قوة الكلمات وكيف يمكنها التأثير بشكل كبير في حياتنا وحياة من حولنا. سواء كانت تلك الكلمات مكتوبة أم منطوقة، فإنها تستطيع خلق شعور بالإيجابية والسلام داخل مجتمعنا.