- صاحب المنشور: إسلام بن زروق
ملخص النقاش:تحظى الثقافة الشعبية العربية باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب تأثيرها الواضح على جوانب مختلفة من حياة الناس. يتناول هذا المقال حقائق أقل شهرة حول هذه الظاهرة المتنامية، مع التركيز على الدلالات والتأثيرات التي قد تكون مفاجئة أو مغمورة لدى بعض المشاهدين.
في الماضي القريب، كانت الدراما التلفزيونية المحلية هي المصدر الرئيسي للترفيه والتعليم بالنسبة لملايين العرب. ولكن تغير الوضع مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي والبث الرقمي الذي فتح الباب أمام مجموعة واسعة من المحتويات الجديدة والمختلفة. اليوم، يمكننا رؤية تيارات ثقافية شعبية متنوعة مثل الأفلام القصيرة والكارتونات والدراما الافتراضية وغيرها الكثير.
الدلالات
تظهر العديد من الأعمال الفنية الشعبية مواضيع تتجاوز الترفيه الصرف؛ فهي تعكس قيم ومفاهيم اجتماعية وثقافية عميقة غالبًا ما تمر مرور الكرام أمام الجمهور العام. فعلى سبيل المثال، تناول مسلسل "نيران صديقة" قضية الأزمة النفسية للمرأة بعد الطلاق بطريقة حديثة وجريئة بالمقارنة بالمواقف التقليدية لهذه المسائل الاجتماعية الحساسة.
من ناحية أخرى، تقدم البرامج الوثائقية عبر الإنترنت رؤى فريدة داخل مجتمعات معينة ربما لم تكن مرئية سابقاً لأغلبية المشاهدين - وهذا يفسر سبب كون برنامج "عيش حلمك" شائع جدًا بين الشباب المهتم بتجربة المغامرة والسفر برؤية جديدة تمامًا.
التأثيرات
كما أثرت هذه الموجة الجديدة من الفنون والثقافة بسرعة كبيرة على العادات السلوكية والقيم الأخلاقية للأجيال الشابة خاصة. فالعروض المتحركة ("أنيمي") اليابانية مثلاً، رغم اختلافها جذريًا عن الواقع العربي إلا أنها استقطبت ملايين الأطفال الذين يجدون التشابه الكبير فيما بين الشخصيات والعوالم الخيالية بها وبحياتهم الشخصية مما يؤثر حتماً على فهمهن وسياقات تفكيرها مستقبلياً بحسب مطابقة تلك التأويلات.
بالإضافة لذلك فإن محتوى الأنترنت ينتشر بوتيرة عالية للغاية ويتخطى الحدود الجغرافية واللغوية بسهولة أكبر بكثير مقارنة بالوسائط القديمة كالإذاعة التليفزيون والإعلام المكتوب - وهذه الخاصية جعلته أكثر قابلية للتكيف للتغيرات المستقبلية ولكنه أيضًا يستدعي تدقيقاً خاصا لحماية الفئات العمرية الأكثر ضعفاً كالطفل دون سن الثالثة عشرة ممن هم معرضون لإمكانيه التعرض لتطبيعات سلبيه عديدة.
"الثقافات الشعبية العربية تشكل تحولاً بارزاً يشهد عليه كل محبي ورواد فنون الفيديو والألعاب وأدوار لعب الأدوار بالإضافة لفنانين كتاب وشعراء مدونين صحفيين واستشاريين نفسيين حيث أصبح دورهم حيويًا عقب تسارع إنطلاقتهم لنقل رسالة جديدة تحمل طابع مختلف عما اعتادت عليه الأسرة موسمياً."