- صاحب المنشور: آسية الهاشمي
ملخص النقاش:
يعدّ العلاج النفسي للأطفال مجالاً متخصِّصًا يتطلب مهاراتٍ عالية وفهمًا عميقًا لطبيعة الذهن الطفولي. هذا النوع من العلاجات يهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل عاطفية أو اجتماعية أو نفسية تتجاوز القدرة الطبيعية للتكيف مع البيئة المحيطة بهم. رغم التقدم الكبير الذي حققه علم النفس الحديث في فهم الدماغ البشري وتطوير تقنيات علاجية متنوعة، فإن التعامل مع الأولاد الصغار يشكل تحديًا كبيرًا للمعالجين بسبب اختلاف خصائصهم وانفعالاتهم مقارنة بالبالغين.
أهمية العلاج النفسي للأطفال
تظهر الحاجة الملحة للعلاج النفسي لدى الأطفال عندما تواجه الأسرة صعوبات في إدارة سلوك الطفل غير المتوقع مثل القلق الشديد، الاكتئاب، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD)، بالإضافة إلى حالات أكثر تعقيدًا كاضطرابات طيف التوحد ASD) والمشاكل الاجتماعية والعائلية الأخرى التي تؤثر على صحتهم النفسية. يمكن لهذه المشكلات المؤقتة أو طويلة الأمد أن تضر بكفاءة قدرته التعليمية وقد تلحق ضرراً بالعلاقات الشخصية مستقبلاً إلا إذا تمت معالجتها بطرق مناسبة. لذلك فإن تقديم الخدمات الاستشارية والنفسية للطفل الصغير ليس مجرد خيار بل ضرورة ملحة لحماية نموه العقلي والجسدي والسلوكي الأمثل.
التحديات الرئيسية أمام المعالج النفسي أثناء العمل مع الأطفال
- التواصل الفعّال: كون اللغة الكلامية ليست دائماً الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الذات عند الأطفال؛ يلزم امتلاك المهارات اللازمة لفك رموز تصرفاته وأنشطاته اليومية واستخدامها كأساس لتحديد التشخيص المناسب وبناء خطة العلاج المثالية بناء عليها. هذه المهمّة تستدعي الكثير من الخبرة والصبر لأن كل حالة تحتاج لملاحظة دقيقة لأفعال الطفل وعواطفه وردوده قبل وضع أي رؤى حول حالتِهِ الصحية العامة.
- تعزيز الارتباط بالأهل والمعلمين: نظرا لقصر عمر الطفل وعدم استقلاليته الكاملة بعدُ، يتوجب مشاركة والديه ومعلميه بكل تفاصيل الجلسات وفي تقييم تقدم حالته الصحية باستمرار داخل المنزل وخلف جدران الصف الدراسي أيضاً وذلك بغرض تحقيق انسجام أكبر بين البيئات المختلفة المؤثرة عليه مما سيضمن نتائج أفضل وابتعاده عن الأفكار المغلوطة بشأن المرض نفسه وكفاءة طرق علاجه كذلك. كما تساهم تلك العملية في تجاوز عقبات التواصل والتوافق فيما بين جميع المسؤولونعن رعاية الطفل والتي قد تنشأ نتيجة فروقات الثقافات والمفاهيم المجتمعية الخاصة بعلاجات الصحة النفسية المختلفة.
- اختراق حاجز المخاوف والخجل: غالبًا ما يجد الاطفال الأصغر سنّا مقاومة شديدة لكسر حواجز الثقة بنفس السرعة والحماس كالذي يحدث عند البدء بعلاج شخص بالغ حيث يتمتع بالفعل بمزيد من التجربة بالحياة ويملك مفردات كلامية اكبر تساعد علي توصيل وجه نظره بحرية اكثر فاعلية وقوة تأثير .ولذلك ينصح بأن يقوم المستشار بتقديم جلساتهبطريقة جذابة ممتعة تغرس فيه شعور الإيجابية تجاه مكان وجودهما سوياً وأن تكون محتويات حديثكما مليئة بالمغامرات الشيقة والألعاب الترفيهية المفيدة أيضا بهدف جعل عملية التصالح الداخليحفلة سعادة موحية وليست واجبا روتينيا اعتياديا مجهدا للغاية بالنسبة للإبن المسكين!!!
- تأثير الظروف الاقتصادية والبيئية: وعلى الرغم من اننا نخضع هنا لصنف فاخرمن فن الطب الاحترافي المتخصص عالميا ،الا انه تبقى هنالك عدة عوامل خارجية مؤذنة بتراجع نجاح فرص نجاح البرنامج المنشود منها مثلا مستوى دخل الاسرة محدود وضآلة مواردها المالية لتحمل تكلفة خدمات احترافيةعلى مر الزمان ! وهذا أمر طبيعي ولا داعي للتحفظ عنه لأنه واقع افتراضي لاحتماله حدوثه يوم القيام بيوم ولكن نرجوسوى ذلك بالسعى نحو بحث حلول تربوية واقتصادية تناسب كافة الاصناف والفئات طبقا لما يسمونه " مبدأ العدالة الاجتماعية" والذي يقضي بان يستفيد الجميع بلا تميز حسب المركز الاجتماعي والثروة وغيرهما